الموضوع: نصوص إبداعية
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-17-2009, 09:26 PM   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 



مثابرة موت

مَنيةٌ بلا احتفاء يُذكر..

كأنها نابتة في ذيل الزمن، ليس لها مكان.

ربما صمتٌ أبيض.

كان يذرعُ النفسَ الأخير زفرةً زفرة.

جهد المكابدة يمدُّ حشرجة مثلومة كسكين متعبة.

وحشٌ الجرح هذه المرة أشرس.

فاضلٌ هو مع المنية ذاتها..

يقيسُ أذرعها الساخنة، شأنه شأن مَنْ يداعبُ مملوءاً بالضجر ولا يرضى.

سقفٌ هرم تنام أطرافه على جدران ترهقها غبرة، وفي غير محل منها

التصقت صورٌ مهملة لعائلة تفرقت في المحن، كانت هاهنا غرسَ حلمٍ

أجفل طواعيةً ليأس مقيم.

تلك الصور تحكي بعضه القديم ووجوه يعرفها لم تعد من غيابها الطويل

كانت حُللها شاحبات وصلاتُها من فوقه مشاهدةٌ خرساء.

ظله المحبوس من خلفه يسجل الشهادة لنضاله.. إنه الوحيد

في المكانحاضر، الظل .

انبلاج من جسد محتدم.. ينذر باستمرار معركة.

البابُ يهمسْ!
والبصر يُشارك العائلة ضراعةً من هلع في الورق.

أسعفه السمعُ بذلك الهمس.

مَنْ هناك؟

يا إلهي..

رغبة أخيرة.. ( من هناك ؟ )

بذلك يحُدّثُ من تجابه عناده في التشبث بالحياة ..

فقط يريد أن يعرف ثم لها أن تكمل شد القاضية !

موثوقٌ بثقلٍ أسود لا يُرى.

البابُ يتكلمْ فقط.نيةٌ واحدة فقط..

( أريد أن أعرف هل يحمل الطارق حقيبة؟

فلربما قفز أحدهم من إحدى الصور ليواري ألم غيابهم رمل اللقاء ؟ )

زيه العسكري الذي ينام في الجدار مصلوبا من ياقته الترابية، ولم ينل

من الرعاية سوى دبغٍ بملحٍ حجري وصار صلف الملمس، لن يشفع له

بتأريخ مجيد ويستمد من شبابه قدرة على النهوض.

مهلهل الحيلة..

إن وطأة سيدة المقام ( المنية ) رتوقاً في الجسد ومسامير في الحنجرة.

كارثته المثلى .. أن أحداً لا يمر منذ خمسة عشر عاما..

اليوم تهلل بانطفاء سبقه ذبولٌ عام حتى للمكان الذي ألِفَ انطواءه

عن الشمس والهواء.

صارت الأشياء كائنات تُعاش وتنبض بعشرةٍ للجسد

الخامل تماماُ إلاّ من رغبة أخيرة.

من يغيثُ شهوةً تسيلُ من حجر ؟

البابُ يصرخْ !!

الرغبة قائمة لكن من دونها مثابرة موت لا تبُارِحْ.

( يحيى سبعي )


دمتم بخير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس