عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2009, 09:56 PM   رقم المشاركة : 1
Sabr6 عندما يهطل المطر !!


 


عندما يهطل المطر




تثاءب المساء والغيوم لا تزال تذرف ما تذرف من دموعها الثقال ..

كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم ..

وقطرة فقطرة تذوب في المطر .

هو السياب وأنشودته الخالدة .. وهو المطر حين يذوب ولعاً

فينهمر ويقتاته الشوق فيهطل .. ويُحبّ فيُغنّي .

هو المطر إذاً يُداعب الأديم .. ويحي الهشيم .. ويبهج القلوب العطشى للفرح .

هو المطر الذي انتظرناه طويلاً يبعث الدفء في البرْد الصاخب ..

وينبت الزهر في حلم الصيف اللاّهب .

إنه المطر هذا الذي يُعطر أيامنا بالنور .. ويبعث في أرواحنا الأمل ..

أملاً في غدٍ جديدٍ نابضٍ بالحُب .. بالتواصل .. بالوفاء ..

بالقِيَم التي عشناها ، وعرفناها . وتشربّناها ،

ومعها وبها نستظل الأمان ، ونتعربش بالحياة .

هو المطر رفيق العُمر والطرقات .. سمير الوحدة والتعب ،

وهذه الطرقات تلهبنا بسياط الصمت إلا مِن ذكرى ..

واستحضار لصوت نُحبّ .. أو وجه نشتاق إليه ،

مع المطر تتداعى كل الآلام وتنطق المواجع الرابضة في الروح

كنَصْل لا يبرح أن يفارقها حتى يتسلل إلينا بغتة ذات جفاف .

هو المطر إذاً جاء بالسياب والغياب ، واستنطق الهمم

وأدار بوصلة الفرح نحو الضوء السادر من وراء غيمة دمعها غزير ، وأنينها شاحب ،

ما زلنا نغنى مع هذا الشاعر المندسّ في ظلمة التاريخ ،

الشاعر الذي علمّنا كيف نُحب المطر ، ونرسم سيرته قطرة فقطرة ،

ليهطل في مُستقرّ أرواحنا وذاكرتنا الحية .

لست أدري لماذا مع المطر تتداعى أمنياتنا وتنزّ ذاكرتنا عن كل شيء أثير إلى النفس ؟

هل لأنّ هذا الغيث الهاطل من السماء يعبث بأوراقنا ؟

أم لأنّ أوراقنا مُستباحة لكل مُثير يُعرّج بنا نحو الماضي الأجمل ؟

وتلك الطفولة التي منذ كبرنا تلاشت ، واستبدلناها بسنوات مضت

وتمضي بين أتون التعب وأرتال الشقاء المجلجل في دواخلنا كأننا جُبلنا على وجع .

هو المطر إذاً أنعَش الذاكرة واستنطق اللحظة لينساب ذاكرة حيّة ووقتاً لا يُنسى .


( مما قرأته في إحدى المجلات وأعجبني .. أرجو أن ينال إعجابكم )


 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس