عرض مشاركة واحدة
قديم 05-17-2009, 06:44 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو نشط
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
ليالي الباحة is on a distinguished road


 

أريد أن ألقي الضوء على رجل فريد في التاريخ , وقدوة رائعة ,

أمير أهل الحديث ... محمد بن إسماعيل البخاري ,

صاحب أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى ( الجامع الصحيح للبخاري ) الذي اشتهر بإسم ( صحيح البخاري ).

ولد في يوم الجمعة 4 شوال سنة 94 , و يُروى أنه عَمِي في صغره .. فأخذت أمه تدعو و تدعو وتبكي ..فأكثرت من الدعاء مع البكاء .. ثم رأت في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام قال لها : يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك وكثرة دعائك . فقامت فذهبت إلى ابنها فأيقظته فإذا هو قد عاد إليه البصر .
كأن الله أعاد إليه البصر من أجل أن يخدم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ووهبه الله منذ طفولته درجة عالية ونادرة في الذكاء والحفظ لا يتخيلها الناس .
يقول بعض أصحابه : كان البخاري يذهب معنا إلى مشايخ البصرة وهو يبلغ من العمر 16 سنة , فلا يكتب ما يقول الشيخ.. حتى ظللنا أيام نكتب ولا يكتب ,
فكنا نقول له : إنك تأتي معنا ولا تكتب فما تصنع ؟
فبعد ستة عشر يوما بعد أن ألحا عليه السؤال قال: قد أكثرتما علي وألححتما علي فاعرضا علي ما كتبتما,فأخرجنا كتبنا و كانت تزيد على 15 ألف حديث كتبناها, فبدأ يسمعها عن ظهر غيب. ونحن نراجع وراءه فصرنا نصحح كتبنا من حفظه !
فقال : أترون أني آتي إلى المشائخ هدرا ! أضيع وقتي وأضيع أيامي !
يقولان فعرفنا قدره وأنه لا يتقدمه أحد .

يقول البخاري في قصة تأليفه لكتابه .. كنت عند إسحاق ابن راهويه انا وأصحابي فقال بعض أصحابنا : لو جمعتم كتابا مختصرا لسنن النبي , يقول: فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع هذا الكتاب . يقوا : ما وضعت فيه حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين ! يقول : صنفت الصحيح في ستة عشرة سنة وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى ._ إذا سألني الله ماذا قدمت ؟ أقدم هذا الكتاب .

يروي أحد تلامذته : بِتُ عنده ذات يوم , فأحصيت أنه قام أشعل النور يستذكر أشياء فيكتبها ويعود ينام,يقول أحصيت عليه في ليلة 18 مرة قام فيها ! انظروا لأي درجة شغلته القضية .
و لم يشهد التاريخ الاسلامي مثله في قوة الحفظ ودقة الرواية والصبر على البحث. يقول عنه أحد التابعين : لا أعلم أني رأيت أحدا مثله كأنه لم يُخلق إلا للحديث . فقد اختاره الله من بين البشر ليخدم حديث رسول الله صلى اله عليه وسلم .
فإذا أضفت إلى ذلك الزهد والورع والتقوى والكرم والسماحة والأخلاق ......
توفي الإمام البخاري وهو يدعو .. وقيل أنهم يشمون رائحة المسك من قبره رحمه الله .

 

 

   

رد مع اقتباس