عرض مشاركة واحدة
قديم 04-24-2013, 10:55 PM   رقم المشاركة : 32

 

.

*****

سبق ان وعدنا أبا ياسر بكتابة بعض الذكريات ومنها:



كنت اعمل انا والأخ غرم الله الفرنك عام 1397هـ في سلك التعليم بمنطقة نجران وبالتحديد في مكان يسمى الحصينية وكنا نسكن في بيت الطين الواضح في الصورة وواضح قدامه جمس الفرنك وبجواره ونيتي الهايلكس وبجواره (مسفر قسقس وغرم الله الفرنك ومحمد التهامي ومحدثكم)

واعتقد اللي واقفين في يمين الصورة بعض الطلاب مع احد المعلمين الفلسطينيين

نعود لما هو آت من الذكريات ونقول:

كنت انا وابو سعيد بعد صلاة العصر نفرش فرشتنا امام الباب وننزل كفرات السيارات المبنشرة ونصلحها ونجهز واحدة من السيارات ونسيّر على احد البدو خلال العصرية نتونس ونوسع صدورنا ونستمتع بحياة البدو وبالصحراء وعيشتها
ومن اهم ما يقدمه البدو مع الغروب غير القهوة والشاهي "الغبوق" وهو حليب الابل الذي يحرص البدو عليه فور عودة الابل من المراعي وكذلك يحرصون على الصبوح أي حليب النياق في الصباح الباكر

وبحكم اني مدير مدرسة الحصينية الابتدائية في تلك الفترة فقد كان البدو يتمنون زيارتنا لهم ويهتمون بنا ومن عادة البدو الترحيب بالضيف واكرامه وخاصة البدو اللي يسكنون تلك المناطق

وفي يوم من الايام قررت انا وغرم الله زيارة بدوي اسمه صالح بن مرسل وكان مقاول نقل الطلاب إلى المدرسة وكان رجل كريم وممن يفرح بالضيف واتذكر ان له ولد يدرس بالمدرسة صف خامس اسمه حسب ما اتذكر "مسفر"

المهم وصلنا ورحب الرجل وسهل واخذ علمنا ورد علينا وكانت من اهم عوائد البدو انه يسمع علمك ويرد عليك وهو يجهز البن ويحمسه قدامك ثم يدقه ويركب الدله على النار ويجهز التمر والإقط وبعدها يجهز الشاهي وعلى الغروب تكون الابل والغنم بدأت في العودة للمراح

وبعدها قام حلب الابل وقدم لنا الغبوق وكان يجهز للعشاء ولكن رفضنا رفضاً تام وحاول قلنا بنمشي قبل الليل وبكل كلفه وافق على طلبنا

واكرمني أبو سعيد بقيادة الجمس (بحكم اني مدير وقرة الـ...) وانطلقنا باتجاه السكن اللي يبعد عن المكان بأكثر من خمسين كيلو والشمس قد غربت والهلال يالله ينور وما شين بسرعة عالية كما هي العادة ونسينا ان امامنا طرق للمرسدسات المتجهة للرياض عبر الصحراء

والشاحنات في الصحراء تسير على شكل مجموعات متجاورة وتشق لها عدد من الطرق المتوازية ويسيرون بسرعة عالية عشان التغريس (التغريز في الرمال) وعشان يساعدون بعض وتصبح طرقهم مع مرور الوقت مثل الحفريات
وهذا يعني ان عليك محاذتها أولاً ثم تقطعها إلى الطرف الآخر

واحنا شقيناها بدون ما ننتبه واصبح الجمس مثل اللعبه ينط من طريق في الاخرى وسلم الله ما انقلبنا وتعدينا الطريق وتوقف الجمس على مسافة وانطفى ونزلنا نتحمد الله ونضحك من الموقف ونشوف اغرضنا في الصندوق
ورجعنا نشغل الجمس وأبى يشتغل
حاولنا ولم تنجح كل المحاولات واحنا الآن نبعد عن مكان البدوي بمسافة قدرناها بعشرين كيلو أو اكثر والمشكلة ان ماعندنا شي نتغطى به لو نمنا في البر وكذلك نخاف من سواقين الشاحنات لو شافوا سيارة قريبه من طريقهم يعتقدون انهم قطاعين طرق وربما نتعرض لمكروه لا سمح الله

وكان الرأي النهائي نرجع للبدوي مشياً على الاقدام ولكن مع الحرص على معرفة مكان السيارة لو ما تمكنا من الوصول فقررنا نسوي خط بعصاة من نقطة التحرك ونحاول نتتبع طريق سيارتنا لانها تسير بكفره ممسوحة وكفره جديده

وفعلاً توكلنا على الله ومشينا إلى مقربة من البدو واصبحنا نسمع من بعيد صوت الغنم والجمال وكلاب الحراسة ولكن لم نتمكن من تحديد النقطة الصحيحة وبيننا وبينهم مثل الحرة ما تبان فيها طريق السياررات وخفنا نتوه أو تداهمنا كلاب الحراسة أو يعتقد البدو انا حرامية فيستخدمون السلاح وزادت الافكار والهواجيس
وقررنا العودة للجمس من جديد مشياً على الاقدام

وقي الحلقة القادمة نكمل القصة واحداثها

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس