عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2011, 01:25 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عضو مميز
 
الصورة الرمزية ابوحاتم
 
إحصائية العضو

مزاجي:










ابوحاتم غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
ابوحاتم is on a distinguished road


 


قِفوا بعرفة إلى غروب الشمس، ثم صلُّوا في عرفة الظهرَ والعصرَ جمعًا وقصرًا - كما سنفعله إن شاء الله -، انصرِفوا منها بعد غروب الشمس ولا تنصرِفوا قبلَه، ائتُوا مُزدلِفة وصلُّوا بها المغربَ والعشاءَ جمعًا وقصرًا متى ما وصلتُم إليها، وبِيتوا بها، ولكم الانصرافُ بعد نصف الليل، والأفضلُ للقادِر أن يبقى حتى يُصلِّي بها الفجرَ، ثم ينصرِفُ منها، انصرِفوا من مُزدلِفة إلى مِنَى وارمُوا جمرةَ العقبة، ثم احلِقوا أو قصِّروا، وقد حلَّ لكم كلُّ شيءٍ ما عدا النساء، وإن طُفتم بالبيت وسعيتم بين الصفا والمرة فقد حلَّ كل شيء حرُم عليكم حتى النساء.
ثم ارمُوا الجِمار في الأيام الثلاثة بعد الزوال في يوم الاثنين والثلاثاء ويوم لمن تعجَّل ويوم الأربعاء لمن تأخَّر، ثم ودِّعوا البيتَ وارجِعوا بسلامٍ وأمان.
عباد الله:
إن الموتَ نهايةُ كل حيٍّ: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ[الرحمن: 26، 27]، كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ[آل عمران: 185]، فبموتِ الإنسانِ تنقطِعُ أعمالُه ويحصُل الجزاءُ والحسابُ.
تذكَّر - أخي المسلم - ساعةَ الاحتضار، ومفارقتك لهذه الدنيا، وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ[ق: 19].
تذكَّر - أخي - القبرَ وظلمتَه وأنه إما روضةٌ من رياض الجنة أو حفرةٌ من حُفر النار.
تذكَّر أخي - الوقوفَ بين يدي الله في ذلك الموقف العظيم والهول الشديد، في يومٍ كان مِقدارُه خمسين ألف سنة، يومٌ نقِفُ بين يدي الله عاريةً أبدانُنا، حافيةً أقدامُنا، شاخِصةً أبصارُنا، تذكَّر ذلك اليوم العظيم الذي تدنُو فيه الشمسُ على قدر مِيلٍ من رؤوس العباد، ويُزاد في حرِّها، وتصهُرهم الشمس، فيكون العرقُ على قدر أعمالهم؛ منهم إلى عقِبَيْه، ومنهم إلى حقوَيْه، ومنهم من يُلجِمُه العرقُ إلجامًا.
تذكَّروا يوم العرض على الله: يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ[الحاقة: 18]، تذكَّر - أخي - يوم الجزاء والحساب، تذكَّر يوم تُعطَى كتابك إما بيمينك أو بشمالك، تذكَّر ميزان الأعمال: فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ[المؤمنون: 102، 103].
تذكَّر - أخي - يوم يُؤذَن للمؤمنين بدخول الجنة، وتذكَّر يوم يُنادِي المُنادي: يا أهل الجنة! إن لكم أن تنعَموا فلا تبأَسوا، وأن تصِحُّوا فلا تسقَموا، وأن تشِبُّوا فلا تهرَموا، وأن تحيَوا فلا تموتوا.
تذكَّر يوم يُنادي المُنادي: يا أهل الجنة! إن لكم عند الله موعدًا يريد أن يُنجِزكموه. قالوا: ما هو؟ ألم يُبيِّضُ وجوهَنا ويُدخِلنا الجنةَ ويُنجِينا من النار؟ قال: فيكشِفُ الحجاب فينظرون إلى وجه الله، فما أُعطوا نعيمًا بعد هذا النعيم.
تذكَّروا يوم يُنادي المُنادي: يا أهل الجنة! خلودٌ فلا موت، ويا أهل النار! خلودٌ فلا موت.
توبوا إلى الله من سيئات أقوالكم وأعمالكم توبةً نصوحًا، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا[التحريم: 8]، حافِظوا على فرائض الإسلام من الصلاة والزكاة والصوم والحج والأخلاق الكريمة، وابتعِدوا عما حرَّم الله عليكم.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشركين، ودمِّر أعداءَ الدين، وانصر عبادك المُوحِّدين، واجعل اللهم هذا البلد آمنًا مطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وألِّف بين قلوبهم، وأصلِح ذات بينهم، وانصرهم على عدوِّك وعدوِّهم.
اللهم أصلِح قادة المسلمين، واجمع بينهم وبين رعيَّتهم على خير حال، وجنِّبهم الفتنَ ما ظهر منها وما بطَن.
اللهم وفِّق إمامَنا إمامَ المسلمين عبدَ الله بن عبد العزيز لكل خير، اللهم كن له مُعينًا ونصيرًا، اللهم أمِدَّه بالصحة والسلامة والعافية، اللهم وفِّقه لرِضاك، واجعله مُبارَكًا على نفسه وعلى مجتمعه وعلى المسلمين أجمعين.
اللهم ارحم الأميرَ سلطان بن عبد العزيز، واغفر له وارحمه، وجازِه عن الإسلام والمسلمين خيرًا.
اللهم وفِّق وليَّ عهدنا نايف بن عبد العزيز لما تُحبُّ وترضى، اللهم كن له مُعينًا ونصيرًا في كل ما أهمَّه، ووفِّقه للصواب، إنك على كل شيءٍ قديرٌ، اللهم وفِّق جميعَ المسلمين لطاعتك، اللهم اجزِهم عنا خيرًا.
والشكرُ موصول لرئيس اللجنة المركزية خالد الفيصل - وفَّقه الله وأعانه بالصحة والعافية -.
أسأل الله أن يُوفِّقني وإياكم لما يُحبُّه ويرضاه.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[البقرة: 201].
سبحان ربك رب العزَّة عما يصِفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلَّم وبارَك على عبد الله ورسوله محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

 

 

   

رد مع اقتباس