عرض مشاركة واحدة
قديم 09-29-2009, 09:28 PM   رقم المشاركة : 1
يوم كانت الموسيقى في مدارسنا .. ( الحلقة الثانية )


 

بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم :

مع بداية هذا العام الدراسي بدأت دولة الإمارات في تطبيق تدريس حصة الموسيقي في مدارسها .. وهناك دول أخرى خليجية وعربية سبقتها ..وعلى إثر هذا الخبر تناولت عدد من المنتديات الخبر بالرفض أو التأييد .. وكتب أحدهم مستفسرا : متى يتم تدريس الموسيقى في مدارس السعودية ؟؟ في موقع يدعو إلى ( الانفلات ) .. وكان ردي عليه بهذه( الطريقة والأسلوب) متدرجا بدون عنف .. وفي آخر سطر من المقال تجدون الرسالة واضحة جلية .

الحلقة الثانية :

أعود فأشير إلى أن المدارس كانت تقام بها المراكز الصيفية وتوجد بها أربعة أنشطة :

رياضية واجتماعية وفنية ودينية .. بالتساوي

ومن الإنشطة الإجتماعية القيام برحلات في التلال والبساتين خارج النطاق العمراني .. ومن الطبيعي أن يحضر أحد من الطلاب آلة العود وعدد آخر يحضر الطبول .. والكل يستمتع ويغني ويصفق .. والمعلمون والمشرفون يشاركون ويشجعون ..

في عام 1403 حضر معنا طالب ثانوية ..خلوق جدا ومؤدب هو واخوانه .. من الرياض وسجلوا بالمركز ..اسمه سعود الموسى ووالده يعمل بالديوان الملكي ومعه سيارة كاديلاك.. ( اعطاني اسوقها مرة شعرت أنني أمشي على بساط من الريح ) يمتلك هذا الطالب آلة عود وطبول أخرى صغيره .. والطبول بقيت موجودة بإدارة المركز تحت بصر وسمع كل المسئولين ممن يزور المركز ( يوجد لدي صور فوتوغرافية للتوثيق ) .. خرجنا في أحد الرحلات إلى أحد بساتين وادي ( ..... ) وغنى لنا سعود أغنية شعبية مع العود .. ( يزفر ويهز راسه من الأسى ) .. مطلعها :

ياسعود ... يا سعود ... قلبي ..... ( ما ادري وش الباقي )

بقية المتواجدين في الرحلة إما مشاركين بالطبول أو التصفيق أو الإستمتاع
المركز يبدأ من بعد العصر .. ونصلي جميعا صلاتي المغرب والعشاء جماعة لا يتخلف أحد .. ولا يوجد بيننا ( مطوع ) واستلمنا ميزانية قدرها ثمانون ألف ريال .. وصرفنا على الطلاب كل ما تتخيل من أدوات وتغذية وجوائزغالية الثمن ( منها أقلام باركر مذهبة 51 لا تجدها الآن ) .. ومع ذلك بقي لدينا مبلغ اربعة عشر ألف ريال .. ولما أعدناها لصندوق الإدارة مع بقية فواتير الصرف الحقيقية والفعلية .. استغربوا من إعادة المبلغ لماذا لم نسلمهم فواتير مقابل المبلغ المتبقي .. و ( نهرش الباقي ) حاول أحدهم بالتلميح لكننا لم نعره أي إنتباه والحمد لله أشعر بكل السعادة وراحة الضميرالآن ..لأنني لم أفعل هذا من قبل ولا من بعد .. ولن يسألني الخالق إن شاء الله عن ريال واحد حرام برغم ما توفر لدي من أموال سائبة

.. بل كنت أدفع من جيبى إذا التبس على الأمر

الموسيقى في الحفلات الختامية

في تلك الفترة حتى عام 1407 هجرية كانت المدارس تتنافس في إقامة حفلا ت مدرسية ختامية.. وحتى يفوز المدير في تنافسه على بقية نظرائه مديري المدارس ويقهرهم .. عمد أحدهم بالإستفادة من موهبة معلم يجيد العزف على العود .. واسس فرقة ( جوقة موسيقية ) من الطلاب ودربها لغناء كلمات مختارة على الحان أغان مشهورة لفنانين مشهورين .. وأقيم حفل على شرف أمير منطقة ( ...... ) وبحضور مدير التعليم وعدد كبير من المسؤلين أعقبه عشاء فخم ( قطة وفرقة من المعلمين )
المعلم يقط من راتبه .. والمدير يحصل على الوجاهه

لقد أصبح ذلك الحفل حديث المجتمع المحلي والمدرسي لحسنه وجماله ب ( مقياس ذلك الوقت ) لا زال جماله محفورا في الذاكرة لكل من حضره أو سمع عنه .. وبقي ذلك المدير مرفوع الرأس فترة طويلة من الزمن لما بذل من جهد في امتاع الحضور ( إلى جاءت الفترة التى قيل عن ذلك العمل بأنه حرام )
في عام آخر أخذت الغيرة مدير مدرسة أراد أن ينافس ويثبت وجوده وينال حظوة أكثر لدى الإدارة
والمجتمع .. فقرر أن يعد حفلا مدرسيا ختاميا يقضي به على من سبقة من مديري المداس ويمسح بهم البلاط ..

وكان الحفل شاملا : رياضي .. فني .. مسرحي

المسرحي : في الفترة المسائية .. حضره عدد من المسئولين .. منهم عميد كلية المعلمين ..وبعضهم بدون دعوة رسمية .. وكان من فقراته فقرة عزف بالعود على خشبة المسرح .. وسبق هذا العزف .. بحث مضني عن عازف .. وقامت ادارة المدرسة بالبحث في الحارات الشعبية .. ووجد عازف في حارة ( وادي النمل ) : شاب جيزاني صغير ( بمبلغ مشروط قدره 300 ريال ) جلس بإدارة المدرسه ومعه والده يساعده معنويا وبدأ العزف والتدريب في الإدارة ( بحضورى شخصيا ) للفرجة والتعجب من هذا المنظر في قلب إدارة المدرسة والكل يدخل ويخرج ولا يستنكر أو يستغرب

استطاع المدير بعد هذا الحفل أن ينتزع اعجاب كل الحاضرين والمسئولين والأهالي .. واكتسب هالة إعلامية كبيرة وخير بعدها لإدارة أي مدرسة يختارها

أهم ما في هذا الموضوع هو اطلاع أحد المعلمين على أشرطة ( كشك ) في صيف ذلك العام 1406 ( قبل الحفل بثمانية أشهر ) حضر إلينا في بداية العام ب ( لحية ) وبدأ مختلفا عن سابق عهده ومتأثرا بصحوة دينية مركزة .. وله سلوب جديد حيث يختلي بكل معلم على حده ويبدأ معه اسلوب النصح والمحاورة من اجل استقطابه .. طلب منى شخصيا أن يحضر إلى منزلي وقال معي ((أخ فاضل )).. لكنني نظرت إلى نفسي فوجدت أنني أقوم بواجباتي الدينية منذ صغري وأنا أحمل مؤهلا عاليا أعلى منه بكثير .. ولم أكن بحاجة وقتها إلى زيادة في المعرفة .. فأعتذرت .. علما بأنني من خلال جلسات بسيطة معه عام 1406 هجرية لا زلت متأثرا به حتى هذه اللحظة (1430). ولا زلت أحبه وأطلب منه زيارتي ويطرق بابي كلما أراد .. وخاصة بعد أن خفف من تشدده وأشعر أنه لم يعد ينظر إلى على أنني ( كافر ) .. فليس كل من يتشدد في الدين نحكم عليه جزافا بمعايير أخرى

لم يشارك هذا المعلم في الحفل ولم يدفع ( قطة ) مثل بقية المعلمين بحجة وجود موسيقى .. وهو الوحيد الذي اعترض وكان اعتراضه بشكل مؤدب ومثالي.. ونستطيع أن نعتبر ذلك التاريخ هو البداية الفعلية لإنتشار المد الإخواني والأغلبية بدأت التأثر بأشرطة احمد القطان الكويتي ..والكشك المصري ( الكشك أفتى في ذلك الوقت بأن البترول من - الركاز - أي الكنز المدفون في الأرض .. وبالتالي فإنه لا بد أن يدفع الخمس منه زكاة )

في حفلات متأخرة بعد حرب الخليج كثر ( المطاوعة ) في المدارس بشكل ملفت للنظر واصبحوا يمنعون العرضة الشعبية والتصفيق .. ويتدخلون بقوة في كل فقرة من النشاط المدرسي .. ولو قدر أن يشاهدوا شبه آلة موسيقية حتى ولو كانت لعبة .. من المؤكد أن يكون مصيرها التكسير

أقول هذا للتاريخ فقط ..

أما رأيي فلا زالت كما تعلمت : الموسيقى وإن كانت جميلة وممتعة فهي ( حرام ) حسب ما ورد من نص قرآني كريم (( ومن الناس من يشري لهو الحديث ليضل به عن سبيل الله )) هذه الآية فسرها أبن عباس رضي الله عنه وأقسم بأن لهو الحديث : هو الغناء
ومن كان لديه نصا قرآنيا أقوى من هذا.. وتفسيرا أوضح من ابن عباس .. فليشارك به
والله أعلم


ملاحظة : آمل من إدارة المنتدى حذف الأسماء الصريحة والمصطلحات الواردة في المقال .. إذا كان هذا يخالف سياسة المنتدى

 

 

   

رد مع اقتباس