عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2010, 02:53 AM   رقم المشاركة : 1
اللسان البليغ والقلم المبدع..


 

بسم الله الرحمن الرحيم


يروى أن الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان -رحمه الله كان يقول: شيبني الصعود على المنابر!

وسبب مقولته المشهورة هذه أنه كان يعرض عقله على الناس كل يوم جمعة فيختبرون فصاحته وبلاغته في آن واحد.

ولاشك أن الخطبة أمر في غاية الأهمية لأنها وسيلة لإقناع الناس بأمر نافع أو تحذيرهم من أمر ضار.

وتكمن صعوبة الخطبة (بضم الخاء) في ثلاثة أمور:

1- الإعداد للخطبة التي سيلقيها والحرص على سلامتها اللغوية ومدى تكامل عناصرها (المقدمة والعرض والخاتمة).

2-رهبة الوقوف أمام الجمهور وهو موقف صعب بلا شك لأن الإنسان بطبعه يتحسس من نظر الآخرين إليه ويتوجس

من عيونهم الناقدة .

3-ضرورة إثارة السامعين وتشويقهم مع الإطالة أو الإيجاز حسبما يقتضيه موضوع الخطبة .

هذا هو شأن من تصدى للخطبة ومقابلة الجمهور فما شأن من تصدى للكتابة في الصحف أو المجلات أو المنتديات

(أمثالكم)؟

إنه مجال ليس بالسهل فكتابة مقال أو قصة أو رسالة أو رواية أو حوار (محادثة)... يحتاج إلى أدوات وهذه الأدوات

لاتتوفر في كل شخص لكنها تأتي مع القراءة والتدريب والممارسة...وكم قرأنا موضوعات لأشخاص كانت كتاباتهم

متواضعة في البداية لكنهم مع مرور الوقت طوروا أنفسهم واستطاعوا إثبات وجودهم ونفع الله بهم .

إخواني وأخواتي...

إن اللسان البليغ يؤثر في النفوس وكذلك القلم المبدع يؤثر أيضا فدربوا أقلامكم واصقلوا عقولكم واشحذوا هممكم فالأمة

محتاجة للأقلام الصادقة من الرجال والنساء وأنتم قادرون على ذلك إذا استعنتم بالله -عز وجل-وطلبتم منه وحده

الفتح والله يفتح على من يشاء إنه على كل شيء قدير .

وسأذكر لكم قصة شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- علم الأعلام وشمس الأفهام ... فقد ذكر الرواة أنه كان يسجد لله

تعالى في دمشق ويقول : يا معلم إبراهيم علمني يا مفهم سليمان فهمني ...

فهلا فعلنا مثله وسجدنا لخالقنا وطلبنا منه العون.

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وتوفيقا...

 

 
























التوقيع

كتبت وقد أيقنت يوم كتابتي
بأن يدي تفنى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستُجزى بمثله
وإن كتبت شراً عليها حسابه
(المقياس الأسمى لشعورك بالسعادة هو: كم إنساناً أسعدت)

   

رد مع اقتباس