عرض مشاركة واحدة
قديم 02-15-2008, 11:29 PM   رقم المشاركة : 6

 

تجربة الدراسة تلك الأيام كانت قاسية لدرجة أن دخول الأبناء للمدرسة لا تعني إعفاؤهم من هم الأعمال التي كانوا يقومون بها في البيت والوادي
وكان الانتقال من بيئة البيت لبيئة المدرسة قد يريحهم من العناء والتعب على الأقل في الفترة الصباحية .
وكأن انتقالهم لبيئة المدرسة فيه كثير من المزايا مثل :
اتساع الرقعة الجغرافية في الانتقال من قرية الابن إلى القرية التي تتواجد فيها المدرسة وهذا يمثل [ دور السياحة ]
توسيع العلاقات الاجتماعية من خلال تعرفه في المدرسة على زملاء جدد من غير أبناء قريته
.

الإحساس بأهمية العلم والثقافة والمعرفة من خلال تميزهم عن غيرهم من أقرانهم الذين لم يلتحقوا بالمدرسة أوأبائهم وأمهاتهم وأخواتهم .
الأعراف والتقاليد التي كانت تحارب الفشل وتحث على النجاح من خلال المجتمع الصغير (القرية) والتي كان يحسب لها حساب آنذاك [ العيب من الرسوب ، والشرهة ، والوصف بالبليد ، والضرب من المعلمين ومن الأباء ، والمحضر الذي لم يدع طالب يتغيب ] كل هذه العوامل المختلفة وهذه الحوافز جعلت الطالب يعتمد على نفسه في كل أموره وبدأ يتأقلم مع كل ما يزخر به المجتمع المدرسي الجديد من أسلوب حياة ونمط معيشة أتاح للطالب في تلك المرحلة أن (يضطر) للانصهار في المجتمع الجديد بكل ثقافاته ومفرداته ويتفاعل معه تفاعلاً إنسانياً واجتماعياً وثقافياً فريداً من نوعه رغم عدم توفر وسائل المواصلات والاتصالات والتقنيات والنعّم التي نعيشها هذه الأيام والتي من شأنها تصرف انتباه الأبناء في الفترة الحالية عن الدراسة .
فليس غريباً أن ترى الطالب اليوم منشغلاً عن الدروس في ظل الانفتاح الثقافي وكسر حواجز العزلة الاجتماعية والعولمة والملهيات رغم توفر التجهيزات والمختبرات والأساتذة الأكفاء في مدارسنا اليوم ومن وجهة نظري الشخصية أن شباب اليوم أكثر انفتاحاً ومعرفة وثقافة وسعة إطلاع ولم تعد الدراسة النظامية هي المقياس الأوحد للمقارنة .
أما بالنسبة لتساؤلك [فهل شباب اليوم يعملون ماكنا نعملة مستحيل ]
أقول شباب اليوم يستطيع أن يعمل أكثر مما كنا نعمله على أيامنا .

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحيم رمزي ; 02-15-2008 الساعة 11:36 PM.

   

رد مع اقتباس