عرض مشاركة واحدة
قديم 06-18-2008, 03:11 PM   رقم المشاركة : 1
أهـل الـخـيـر ........


 

قدَّ ر الله وفاة أحد الأقرباء في مكة المكرمة , وقد توجهنا من الباحة إلى مكة لأداء واجب العزاء , وأداء الصلاة وحضور الدفن , ونظراً لأننا آتين أنا وبعض الأخوة من الباحة , وكانت الطريق مزدحمة بالسيارات , لم نصل إلى مكة إلا بعد أذان صلاة العصر , ولم يكن بمقدورنا اللّحاق بالصلاة في الحرم, فأدّينا الصلاة في مسجد بجانب المقبرة , وبعدها خرجنا من المسجد ودخلنا إلى المقبرة ننتظر وصول الجنازة , وكانت هناك مقاعد وكراسي مضللة يستريح الناس عليها , وكانت الوفاة في فصل الصيف ودرجة الحرارة في مكة في أعلى نسبها , وعندما جلسنا على تلك المقاعد كان هناك بعض الأفراد يوزعون عبوات مياه للشرب وقد أخذت منها اثنتان , واحده لي وأخرى احتفظت بها لأحد الأصدقاء الأعزاء , كنت انتظر حضوره مع الجنازة . إنه الصديق الوفي عبدالحميد بن حسن بن يحيى .
ونظراً لكونه كان يسعى خلف الجنازة وفي عِزّ الظهر ودرجة الحرارة عالية , ولديه مرض السكر _ شافاه الله _ وصل إلى المقبرة وهو في حالة يُرثى لها وكان ريقه ناشفاً , وبدأ يسلم على الحاضرين واحداً واحداً , حتى انتهى , ثم جاء وجلس بجانبي وكان سعيداً برؤيتي و أنا أسعد , وبدأ يلتفت يميناً وشمالاً , وكأنه يبحث عن شيءٍ ما .
فسألته عن أي شيءٍ تبحث ؟
قال : عن ماء .
ولم تكن هناك عبوات متبقية فقد شربها الحاضرون لكثرتهم.
فقلت : كما ترى الماء انتهى , لكن ابشر طلبك موجود.
فناولته تلك العبوة وهي لا زالت لم تفقد برودتها ففرح كثيراً
وقال : الله يجزاك خير .
وفتح العبوة وبدأ يشرب يعبُّ الماء عبِّاً , حتى انتهى وحمد الله .
وقال : الله يجمِّل حالك , والله إنك سويت فيِّه معروف لا يُنسى .
فقلت له : كيف تقول هذا ؟, ألم تعلم بأن رجلاً دخل الجنة بسبب كلب لقيه عطشان فسقاه , وأنت
عندي والله إنك أفضل من الكلب وإني لأرجو من الله أن يدخلني الجنة .
فما كان منه إلا أن نظر إليَّ نظرة الغاضب , وقال : وش تقول ؟؟!!!
والله لو كنت إدري عن كلامك هذا ما شربتها لو كنت أموت من الظمأ , لكن المشكلة إني قد شربتها.
يا أخي حتى لا عملت خير , لازم تِلْحِقه مُحقره !!

سامحك الله .


وبدأنا بالضحك ..........!!


ثم انتقل من جانبي وذهب إلى مكان آخر .

هذا ما حصل فإن أخطأت , فأطلب من صديقي السماح , وإن كانت نيتي طيِّبة
_ والله عليمٌ بالنيات _ فأطلب منه الدعاء لي .
وفق الله أبا ياسر لكل خير وحفظه من كل سوء وحقّق له ما يريد .

 

 

   

رد مع اقتباس