عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2010, 01:40 PM   رقم المشاركة : 53

 

مع ابن زيدون وفي علاقته بولاّدة وقصيدته المشهورة (أضحى التنائي ) أقف برهة :

(منقول مع التعديل و التصحيح والتنسيق)

(الحلقة الأولى )

لمع ابن زيدون بين أقرانه كشاعر.. وكان الشعر بداية تعرُّفه بفراشة ذلك العصر ولادة بنت المستكفي .

كانت ولاّدة جميلة مثقفة شاعرة مغنية ، ولها مجلسٌ بقرطبة يضم أشهر مثقفي وشعراء ذلك العصر، أحبّها ابن زيدون حبًّا ملك عليه قلبه وحياته، وأحبّته هي أيضًا، وعاش معها في السعادة أيامًا، ثم هجرته لسبب بسيط اختلف فيه المؤرخون ، ولكي تغيظه وجدت عاشقًا جديدًا هو الوزير أبو عامر بن عبدوس .

حاول ابن زيدون إبعادها عن ابن عبدوس واستعادة الأيام الجميلة الماضية، لكنّه فشل ، وعندما كتب رسالته الهزلية على لسان ولاّدة في السخرية بابن عبدوس زُجَّ به في السجن.. ظلّ ابن زيدون في السجن سبع سنين يكتب رسائل وقصائد يستعطف فيها "أبا الحزم ابن جهور" حاكم قرطبة ولكن دون فائدة ، ولمّا يئس من ابن جهور هرب من سجنه ، واختبأ في إحدى ضواحي قرطبة إلى أن تهيأ له الجوّ فخرج من قرطبه متجها إلى أشبيليه حيث المعتضد بن عباد ، وهناك لقي تكريمًا لم يسبق له مثيل، ثم زادت مكانته وارتفعت في عهد المعتمد بن المعتضد ابن عباد ، ودان له السرور وأصبحت حياته كلها أفراحًا لا يشوبها سوى حساده في بلاط المعتمد أمثال "ابن عمار" و "ابن مرتين" اللذين كانا سببًا في هلاكه في الخامس عشر من رجب سنة 463 هجرية؛ إذ ثارت العامة في أشبيلية على اليهود فاقترحا على المعتمد إرسال ابن زيدون لتهدئة الموقف، واضطر ابن زيدون لتنفيذ أمر المعتمد رغم مرضه وكبر سنه، ممّا أجهده وزاد المرض عليه فدهمه الموت.

ظل ابن زيدون حتى آخر يوم في حياته شاعرًا عاشقًا، فبالشعر عشق، وبالشعر خرج من السجن، وبالشعر نال حظوظه من الحياة.. ولم ينس أبدًا ذكرى ولادة وأيامه الجميلة معها.. وقد كانت حياته المتقلّبة، وحبه الكبير لولادة بالإضافة إلى أعماله الشعرية والنثرية المتميزة موضوعات لدراساتٍ وإبداعاتٍ كثيرةٍ لعلّ أشهرها مسرحية الشاعر المصري فاروق جويدة "الوزير العاشق" .

 

 
























التوقيع



لا علاقة لي بمعرّف أحمد بن قسقس في الملتقى لأهالي وادي العلي

   

رد مع اقتباس