الموت قدرٌ محتوم ، وساعةٌ مكتوبة ، ولا نقولُ أمام ما أصابكم و أصابنا إلا ما يرضي ربّنا (إنّا لله وإنّا إليه راجعون ) وإنّني إذ أذكر الموت وساعته في حقّ أستاذنا الفاضل وجارنا الكريم رحمه الله عطيه بن صالح آل عبادة فإنني أذكر معه مناقبه الحسنة وفضائله الكريمة في حقّي وحقِّ زملائي طلاب مدرسة وادي العلي الابتدائية وفي حقّ جيرانه وعموم أهل الوادي . فقد أحببناه رحمه الله هاشّا باشّا ، الابتسامة لا تفارق محيّاه حتى وهو في أحلك الظروف والكلمة الطيّبة على لسانه حتى وهو مع أشدّ معارضيه . أحببناه أول القادمين في السّراء والضراء ، في السّراء للمباركة والتهنئة وفي الضراء للمواساة والمساعدة .
أحببناه رحمه الله وفيّا مخلصا ، لا يُخلف موعدا ،و لا يجحد حقّا ولا يغضب أحدا . أحببناه سمحا كريما لا يردّ سائلا ، ولا يحسدُ نعمة ، ولا يكره شخصا .
عرفناه رحمه الله محافظا على صلاته مقيما لحدود الله مراعيا لها في مسجده وفي بيته وفي جميع أعماله ، بارّا بوالده ، محافظا على عاداته وتقاليده .
رحم الله أبا صالح وطيّب الله ثراه فقد عاش ما عاش بيننا جارا ومعلما وصديقا ما سمعنا منه كلمة بذيئة وما بدر منه فعلا سيئا . فلإن رحل أبو صالحٍ فما رحل ذكره الطيّب .