عرض مشاركة واحدة
قديم 12-15-2009, 12:00 AM   رقم المشاركة : 10

 


أسال الله الكريم رب العرش العظيم أن يغفر للعم / محمد بن راشد والعم / مسفر بدران وأمواتنا وأموات المسلمين جميعا ..

لفته إنسانية تعودناها من أبي صالح حين يلقى الضوء على رجال اتسموا بالعصامية، وحفروا الصخر لكسب لقمة العيش الحلال ..
ففي الأمس القريب كشف لنا أبو صالح جوانب من حياة وشخصية العم حسن بن سعيد صوهد؛ والتي لا تخلو من دروس وعبر. أتمنى تسليط الضوء على جوانب أخرى من حياته ممن عايشوه من أمثال أبي حسن (علي بن حسن )، وأبو ياسر، وغيرهم ..

واليوم يأخذنا أبو صالح للغوص في شخصية رجل تربع في قلوبنا حباً. زرعه بابتسامته التي لا تفارق محياه. إنه العم / محمد بن راشد. لا زلت أذكر ابتسامته وتعليقاته ومقالبه حين كان يأتي برفقة العم / سعيد العقيشي، ويجلسون يوم أو أكثر في منزلنا مع والدي - غفر الله لهم جميعاً - وجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من الجنة وكانوا يخيطون الجباب، وأنا صغير حينها ولكني أستمتع بالجلوس معهم أسمع ما يدور بينهم من قصص وحكايات وتعليقات. يوم كانت الحياة بسيطة، والنوايا سليمة، والقلوب صافية.. أتصورهم الآن وهم متحلقون في وجبة غداء أو عشاء حول نفية ( سفرة ) - لمن لا يعرف النفية - وفي الصحن بقايا من خبزة وكل واحد يحلف على الثاني ليأكلها أو يحلف عليه بقطعة لحمة أو رشفة مرقة. إنها أسمى معاني الحب والإيثار تجلت في تعاملهم الأخوي والذي نفتقده اليوم إلا من رحم ربي ... هذه المعاني التي حملت أبا سعيد على جناحيها من الباحة إلى الطائف ليطمئن على جاره مسفر بدران ويعوده ويسامحه ويعفو عن ما بدر ويطلب منه السماح. إيمان راسخ رسوخ الجبال لا تهزه ظروف الحياة القاسية وغبار الزمن حتى يلقى ربه لا يسأله عن قطيعة رحم متخوفاً من الحديث : ( لا يَحِلُّ لمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ )... ويحظى بالخيرية في البدء بالسلام .. رضي الله عنهم وغفر لهم وأسكنهم فسيح جناته وجمعنا بهم في مستقر رحمته ..


الفاضل أبا صالح :
أحيي فيك هذه البادرة واللفتة الإنسانية , أحيي فيك براعتك في اقتناص مثاليات ودروس وعبر ومكارم الأخلاق من حياة أولئك الأفذاذ آباءً أو أجداداً أو أخوة لنا حين تذكرنا بهم لنترحم على من مات منهم وندعو لمن بقي على قيد الحياة. رجال سكنوا القلوب قبل الدور، ولم يغادروها إلا بأجسامهم وبقيت ذكراهم ومحبتهم، ولازلنا وسنبقى بإذن الله نذكرهم ونترحم عليهم وندعو لهم ..
أسال الله أن يجزيك خير الجزاء ويجعل ذلك في ميزان حسناتك ويمتعك بالصحة والعافية وسعادة الدارين ...


 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس