عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-2009, 09:07 PM   رقم المشاركة : 5

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد راشد مشاهدة المشاركة
أخي الفاضل :
نايف بن عوضه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأتُ هذه اللمسة الإنسانية ، واللفتة الحانية التي عطّرتَ بها ذكرى والدي - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - بلفهة الرضا ، وتجلي الاعتزاز ، وبرقرقة الدموع المرتجفة بين الجفون ، وبغصة الفراق المحشورة بين الأنفاس ولم أكد انتهي من قراءتها حتى انسابت دموعي الحارة لتلهمني الدعاء له ولمسفر بدران بالرحمة والمغفرة ولمن كتب الموضوع بالمثل.

أبا صالح :
أُكْبِرُ فيك هذه الأحاسيس الإنسانية الرفيعة ، وما تمتمع به من قدرة بديعة على التقاط بعض الصور الصافية، واقتناص جوانب من ميزات أولئك الرموز من أجدادنا وأبائنا وأعمامنا وإخواننا الأحياء منه والأموات؛ لتبرز لنا ما يميزهم من محامد الأخلاق ، وما يتسمون به من جماليات السلوك دون مجاملة أو استجداء، أو نفاق ورياء. غايتك استخلاص الدروس للعبرة والاتعاظ والاقتداء، ولتهيئة فرصة الترحم عليهم والدعاء. فلا يسع من يدخل للقراءة إلا أن يستقي العبرة والموعظة ويدعو لأولئك الأموات بوافر الرحمة والمغفرة، ولهؤلاء الأحياء بالصحة والعافية وطول الأعمار في طاعة الرحمن - حتى لو سراً -.

إضافة
حدثت المشكلة بين والدي ومسفر بدران وابنه عبدالله في شهر ربيع الثاني عام 1388هـ ، واستمرت القطيعة حتى شهر صفر عام 1402 هـ ، ( تقريباً 15 عاماً ) وعندما نام مسفر بدران على السرير الأبيض في المستشفى العسكري بالهدى سافر والدي من الباحة مع عمي : مسفر الطويل لزيارة مسفر بدران خصيصاً ، وجاءاني وأنا ساكن في الطائف وأطلعني على رغبته في الزيارة والتسامح ، وحاولت أن أثنيه عن ذلك لما في نفوس الجميع من أثر القطيعة . ولكنه أصر على تحقيق رغبته فما كان لي إلا الانصياع له، وذهبت بهما للمستشفى، وتمت الزيارة وكانت لحظة التسامح من الطرفين قائلاً له :
" يا مسفر يمكن أن أسبقك بالموت فسامحني عفا الله عنك "
فسامحه ودعا له. فتساقطت الدموع منهما ومن الحاضرين - وأنا منهم - وخرج أبي إلى الديرة راضٍ بالُه.. مسرورٌ خاطرُهـ.. مرتاحٌ ضميرُهـ، ولم يبقَ إلا أسبوعاً ولقي ربه قبل مسفر بدران متأثراً بإصابته بنزيف في الدماغ .

رحمها الله رحمة الأبرار ، وجمعنا بهما في جنة الفردوس دار قرار .. إنه سميع مجيب الدعاء.

أخي نايف:
سبق أن أرسلتَ لك رسالة بالجوال لشكرك والإشادة بما كتبت والدعاء لك ووعدتك بكتابة كلمة شكر لك وللمتداخلين , ولكن بعد بلوغ عدد الزائرين 175 زائراً بدون كتابة حرفٍ واحد لشكرك والدعاء لك ولهما ؛ هانذا أسطر لك شكري وتقديري على ما كتبته -رغم معاناتك التي لا تخفى على الجميع- وأدعو الله أن يجزيك خير الجزاء ، وأن ينعم عليك بالصحة والعافية ، وأن يطيل عمرك في رضاه وطاعته ، وأن يختم بالصالحات أعمالك ، ويجعل الفردوس دارك ، ونحن إلى جوارك.


لك مني أخلص التحية والسلام ، وأزكى التقدير والاحترام.


أخي أبو محمد والله ما رجوت الشكر، ولكني التمس الدعاء ، وما أردته هو إبراز الجوانب الانسانية لرموزنا رحمهم الله التي لا يعرفها إلا القليل 0 وهذا حقهم علينا إذا أردنا الإنصاف وتدوين مواقفهم التي فيها من العبرة والموعظة ما يدعونا لالتماس سلوكهم والسير على نهجهم 00
أخي: إن العبارات التي أسبغتها عليّ فوق قدري وأنت شوشت على مفاهيمي بروعة إبداعاتك 0 شاعر 0 وأديب وخطاط ورسام ومخرج ومبدع في كل شيء 0 كل الكلمات لا تنصفني في الرد عليك ولكني أقول أحمد الله أن معلوماتي صحيحة وأنت شاهد عصر 0
أما عن تأخر الإخوان فأنا واثق أن ذلك بسبب ظروفهم التي أحترمها لأنني أعرف قدرك وقدري عندهم 0 تحياتي وحبي0
نايف بن عوضه

 

 

   

رد مع اقتباس