الموضوع: من هون وهون
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2010, 08:43 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية أبوناهل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 12
أبوناهل is on a distinguished road


 



--- 5 ---

ضدّ الذائقة الرسمية




«الكتابة الأخرى» خاضت معركة الثقافة المهمشة
عودة مجلة «الكتابة الأخرى» إلى الصدور مجدداً، بعد توقف دام نحو عشرة أعوام، خبر مهم وسار لكل المتورطين والمهتمين بالثقافة المستقلة وتجلياتها في مصر. فـ «الكتابة الأخرى» تحديداً أكثر من مجلة، انها منبر انطلقت منه الكتابة الجديدة وارتبطت به طوال عقد التسعينات، حركة شعرية فوارة وغاضبة ونصوص نثرية مختلفة وصادمة عن الأدب المكرس في «فاترينات» النشر، ورؤى فنية لا تحتملها الذائقة الرسمية، راكمت نتاجها عدداً بعد الآخر على صفحات هذه المجلة غير الدورية، التي كان يحررها وينشرها ويوزعها الشاعر النشط والدؤوب هشام قشطة، ومعه عدد من شباب الشعراء والكتاب والمثقفين، هم تقريباً من أبرز ناشطي الحياة الثقافية في القاهرة بأفكارهم وهواجسهم ورؤاهم وتعتعاتهم.

من هنا كانت «الكتابة الأخرى» في إصدارها الأول التعبير الأمين عن تحولات الأدب والفن المصريين في عقد التسعينات المفصلي الذي انطلقت فيه قصيدة النثر المصرية والنصوص القصصية الجديدة، لتقدّما وجهاً جديداً للإبداع المصري. ترى هل تعد بذلك «الكتابة الأخرى» في إصدارها الثاني، على رغم ما نعرف جميعاً ويسجله تاريخنا الثقافي الحديث من أن ما من مجلة أدبية عادت من انقطاعها ونجحت؟

الإصدار الثاني «للكتابة الأخرى» يأتي وقد جرت تحولات جديدة في الأدب والفن المصريين. ترسخت قصيدة النثر وشكلت ذائقة جمالية وإن كانت ما زالت هذه الذائقة هامشية ومرفوضة، وانطلق النص القصصي الجديد والرواية الجديدة ليشكلا الرافد الثاني للتجريب والتعبير عن تحول المجتمع المصري، حتى أصبحنا أمام انفجار نثري يمثل في ذاته حركة نوعية من القص تحتاج إلى منبر يحملها ويحتملها. وزادت الحواجز والقيود على الفن التشكيلي والسينما، وإن ظل هناك من الفنانين الموهوبين مَنْ يقاومون هذه الحواجز والقيود بأعمال صادمة تذكر بقدرة الفن على رفض القوالب والأنماط والقيود.

ويبدو أن هشام قشطة في الإصدار الثاني اختار، كعادته خلال أعوام الإصدار الأول، الوقوف وسط التيار الحي للإبداع المصري، عبر انحيازه لكل ما هو هامشي، وتوجهه إلى هواجس الكتاب وأفكارهم لتكون العون والسند ومادة المجلة، فنلمس، فضلاً عن النصوص الشعرية والنثرية، نزوعاً إلى تقليب التربة عبر دراسات نوعية.

عادت «الكتابة الأخرى» إلى الصدور بشروط الإصدار الأول، من حيث الانحياز للهامش الإبداعي الذي يمثل المتن الحي، ومواكبة الجدة والتجريب، وهما رهانا النجاح الواضحان، والعصيان على المنابر الرسمية المتكلسة، في الآن نفسه.

كريم عبدالسلام - الحياه -

 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس