ماشاء الله يا أبا محمد ..تغيب ..تغيب ..وتطلع علينا بمثل هذه الصورة الجميله للخط وصاحب الخط الجميل صديقنا وحبيبنا صالح بن جمعان رحمه الله وأسكنه فسيح جنته ...طبعاً كما لاحظتم خطه من أجمل الخطوط إن لم يكن أجملها على الإطلاق ...كنت عنده ذات يوم في مقر عمله بالمحطة البحرية الملحقة بالدور الثالث بالمحطة اللأسلكية وهذه المحطة في ذلك الوقت من عام 1377 ه أحدث محطة في الشرق الأوسط حيث يرتبط الشرق بالغرب عبر هذه المحطة ...أما المحطة البحرية فكانت تتابع حركة السفن في المياه الدولية بالبحر الأحمر عبر إشارات لا سلكية متعارف عليها دولياُ وكنا في ذلك الوقت ساكنين معه كاتب هذه السطور ومسفر عبد الواحد ونائف بن عوضة وأعمامه صالح ويحيى سعيد العفاس في منزله بحي السبيل بجدة عزابيه قبل لا يأتي بعائلته من الديرة أقول كنت عنده بالمحطة قبل لا أذهب لورديتي بعد الظهر بمقر عملي بقسم إستقبال البرقيات الرئسي على البحر وقبل لا أذهب كان أحد زملائه في المحطة وأسمه حسن موريه يعرفه نائف ...سريع جداً في إستقبال الإشارات اللاسلكية وفي إرسالها قال لصالح أتحداك يا صالح تستقبل من شريط المبرقات وهذه تعتبر فوق قدرة البشر ولا يمكن أستقبال الشريط إلاّ الألة الطابعة آلياً لسرعة الإشارة وهذه يعرفها نائف ويستطيع شرحها أكثر مني ..قبل صالح التحدي ونزلوا للمحطة بالدور الثاني التي بها المبرقات وركبوا الشريط الورقي المخرم التي مخرم عليه أحد الرسائل البرقية وحطوه على الآلة التجريبية وبداء صالح يكتب يدوياً وبمرسمة ما يستقبله من إشارات من الشريط ..والله إن خطه وبسرعة غير عادية مثل خط رسالته المرسلة لك في جمالها ووضوحها ..رحمه الله كم كان ماهر في خطه بالعربي وبالأحرف اللاتينية وبجمال يغبط عليه .
علي بن حسن