عرض مشاركة واحدة
قديم 10-29-2008, 05:37 AM   رقم المشاركة : 2
7d6581ed2d


 







اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حسن مشاهدة المشاركة

حلوش في سيارة البيعالي وريع المنحوت في أواسط الستينيات هجرية بدءوا الرواد سائقي السيارات
من أبناء غامد وزهران في فتح أول طريق لسيارات الشحن
المتوسط حمولة طنين ونصف وخمسة أطنان وبمجهود ذاتي
بدءاَ من الطائف حتى وادي بطحان وهذا يعتبر أكبر إنجاز
قاموا به أولئك الرواد في ذلك الوقت ، إذ اختصروا مسافة
السفر من المنطقة إلى الطائف مشياَ على الأقدام أو ركوباَ
على المواشي إلى بطحان.. وهناك ينتظرون السيارات القادمة
من الطائف ومن ثم السفر عليها إلى الطائف وربما يطول
انتظارهم إلى أكثر من أسبوع لقلة السيارات القادمة ،
ولكن هذا أهون من مشقة السفر على الأقدام ،
وكان أغلب أبناء المنطقة الذين يتعاطون الزراعة ،
يحتاجون في مؤسم الحج .
السفر إلى مكة المكرمة للعمل مع مطوفي الحجاج في نصب
الخيام في المشاعر المقدسة وخدمة الحاج من بداية شهر الحج
حتى الخامس عشر منه وهذه وبالاتفاق مع المطوفين تسمى
{ طلعة حج } هذه الطلعة هي المصدر الوحيد لتمويل
حاجاتهم الضرورية طوال العام ولذلك عندما يحتاج أحدهم
إلى شيء ضروري يأخذه بالأجل إلى طلعة الحج وهذا شيء
متعارف عليه في ذلك الحين ...وعندما قام أحد الرواد وأسمه
سعد بن شيبان رحمه الله بفتح فرع جديد يبدأ من وادي
السوسية ويمر بوادي العقيق وبأصعب مرحلة فيه وهي
التي تبدأ من الصنّة إلى قرية بشير وطلبه مساعدة الأهالي
من القرى التي سيمر عليها الخط حتى أوصله إلى قرية
بشير ببني عبد الله وكان ذلك عمل جبار وفتح جديد بإيصاله
الخط لأول مرة في تاريخ المنطقة إلى قرى غامد وهذا
إنجاز يشبه الأعجاز في ذلك الحين وكان ذلك في أوائل
السبعينيات الهجرية وفي ذلك العام وقرب مؤسم الحج
أراد أحمد حلوش رحمه الله ومجموعة من الجماعة وكعادة
مؤسم كل حج السفر إلى مكة المكرمة للانضمام إلى مطوفي
الحجاج المتعاملين معهم في كل مؤسم وتم السفر لأول مرة
من قرية بشير ووصلوا مكة بسلامة الله ..إلاّ أن حلوش
أصيب بدمل في فخذه الشيء الذي أعاقة عن الطلوع للحج
وفاتت عليه الطلعة وبقي في أحد قهاوي الخريق حتى نزول
الحجاج من المشاعر وفي الخريق الموقف المعتاد للسيارات
الخارجة للديرة لمح حلوش دغسان أبو عالي وأخيه عبد الله
عجير وكانا يملكان سيارة موديل 49م فورد أخضر حمولة
طنين ونصف عبد الله يتولى القيادة ومسفر أبو عالي مساعد
ملاّح ودغسان يتولى البحث عن حمولة وركاب أقول عندما
لمح حلوش دغسان وبعد التحايا سأل حلوش دغسان :
خارجين الديرة ؟
أجاب دغسان نعم ..وأنت خارج لوحدك وإلاّ معك أحد ؟
أجاب حلوش :بأشوف الجماعة وأرد منك :
دغسان : لا تحوي أنحن مستعجلين
حلوش ساعة وأنحن عندك ...فعلاَ عاد حلوش ومعه مجموعة
من الجماعة قال لدغسان أنحن جاهزين :
قال دغسان : بعد صلاة العصر وأنتم عند السيارة ...فعلاَ
بعد العصر ركبوا السيارة ومن طريق السيل ...هذا الطريق
في ذلك الوقت ومن هم من جيلي يعرفونه من أسوى الطرق
الترابية وخاصة الجزء الذي يمر وادي اليمانية ..بطناج..
يخلوع الضلا عين ..والبهيته ..رمال بطلوع ..السيارة بنمرة
واحد ..والثاني حتى السيل الكبير وبعد السيل الكبير بحوالي
خمسة كيلو مترات ..تأتي عقدة النجار ..ريع المنحوت..
هذا الريع من وعورته ..سفلتته الحكومة ..وهذا يعتير
إنجاز كبير في ذلك الوقت والأسفلت على حد الجبل فقط
ومع عوامل تعرية السيول لأطراف الأسفلت صارت
جوانبه حفر وخلجان والأسفلت ما يتسع إلا لسيارة واحدة
فقط ..النازل ينتظر الطالع في رأس الريع حتى يطلع
وبعدين ينزل ..أنا طولت الشرح ولكن هنا يأتي الموقف
الظريف لحلوش ...بعد ما وصل عجير في أسفل الريع
وكان هذا بعد منتصف الليل وقف في أول الأسفلت والدنيا ظلام ،
قال للركاب : ياالله ياركاب أنزلوا وأطلعو الريع على أرجولكم
وذلك لتخفيف الحمولة على شان السيارةتطلع ..
عجير مايدري عن مشكلة رجل حلوش وإلاّ ما كان بيقول له أنزل ..
ولكن حلوش لما شاف الركاب كلهم نزلوا ..
استحى حلوش يجلس في السيارة ..وجاء نازل من جنب السيارة
والدنيا ظلمة والسيارة واقفة على حافة الأسفلت
وبعد الحافة حفرة وعندما وصل على كفر السيارة خمن المسافة
إلى لأرض قريبة ولكن تخمينه في غير محله ..سقطالمسكين في الحفرة
قالوا له القريبين منه عندما سقطأسلم ..أسلم ..عسى سلمت ..
قال : من فين تاجيني السلامة ؟؟.. مدري وإشب ربي قام يتوسفني ؟؟
دلى بي في مكةوانتهى بي في ريع المنحوت ..
ضحكوا على تعليقه وهم في أحلك الظروف ..قال له دغسان :
والله ماندري أن رجلك مجروحة يا أبو عبد الله وإلاّ ما خليناك تندر
لو مانشتلك إلاّ على أكتافنا ..لكن نطلب منك السماح ..
رحمهم الله جميعاَ ..وربنا ما يواخذ حلوش على اللغو .
أرجوا المعذرة في التطويل .
علي بن حسن

أخي الحبيب : علي بن حسن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صح لســــــانك ، وســـــــلم بنانك ، وارتفع شـــــــأنك

يشرِّفني أن أكون أول المتداخلين على روايتك المتألقة،

رواية في غاية التميّز والإبداع ، حبكتها باسلوبك الفريد ،

وأجدت رسم لوحات الصور المترابطة بعبارات سلسة .. سهلة .. ممتنعة.

تخيلتني وأنا أبَشِّر الطريق من الصنة إلى بشير ، وتربعتُ في بشير لانتظار السيارة التي ستنقلني إلى رحاب مكة الطاهرة ، وحلّقتُ في سماء منى وعرفات ؛ في مخيمات الفطاني الذين يوفرون ( طلعة الحج ) لأبائنا رحمهم الله وأسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة ، المخيمات التي كان يشرف عليها الأخوَان ( سعيد وصالح آل شريفة ) رحمهما الله وأسكنهما فردوس الجنة وغيرهم ، وأتنقل بين المشاعر محلقاً كالطائر مروراً بالخريق لأحطَ بجوار حلوش المصاب ( رحمه الله ) وأستمع لحواره مع البيعالي (يرحم الله من مات منهم وحفظ الأحياء ) وأخلْوِع ضلوعي في بطانيج اليمانية والبهيتة وصولاً بطلعة المنحوت الوعرة المنحوسة على حلوش المجروح الذي يهوي من على كفرة السيارة ليقع في الحفرة المجاورة لحافة الأسفلت المتهالك بفعل تعرية الأمطار ، ثم الضحك مع رفاق السفر عند سماع طرفته المضحكة ، وهذا من جمال روحه ، وصفاء قلوب مرافقيه . وقد قيل : ( شرُّ البلية ما يضحك ) .
ثم تلك العبارات المواسية لحلوش من أستاذنا الجليل : دغسان أبو عالي التي نزلت برداً وسلاماً على قلبه ، وكانت بلسماً لجراحه النفسية من أثر تتالي المواقف العصيبة عليه.

رحم الله الجميع رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته .

يا للتألق الروائي المحكم ، ويا للشد الرهيب لمتابعة الأحداث الذان تجليا بين ثنايا روايتك يا مرجع التراث الأصيل .

أشكرك وأتمنى لك الصحة وطول العمر ، ولفكرك وقلمك التألق المستمر .
وأهديك مودتي وسلامي ، وعبير معزَّتي واحترامي .

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس