عرض مشاركة واحدة
قديم 04-24-2014, 12:27 AM   رقم المشاركة : 237

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحميد بن حسن

على فكرة لا تتأخر علينا في كتابة الحلقة الثالثة فديييييت الخلقة .
----------------------------------------------------------------
أولا : هذه الحلقة عشان ( فديت الخلقة )
ثانيا : وين باقي الربع ما شوف إلا أنا وأنت والأخ علي أيضا تفضل مشكورا بالمشاركة
إذا الموضوع بهذه الطريقة والعربان مخرقين .. عندي اقتراح : با صلي معك العشاء أحدى الأيام ونبارك لك في البيت الجديد ( مباركة شفهية ) ثم سأقرأ لك ما كتبت من مذكرات كلها مائة وخمسين صفحة فقط وأنت أكيد تعرف الأصول خاصة إذا تعب الواحد وتعنى وفحم وهو يقرأ
وسلامتك ... والتالي آخر العلم :
التسجيل في معهد المعلمين بالطائف

لكل زمن ظروفه وطريقته في الإدارة . ففي حالة رغبة أي طالب الانتقال من مدرسة بمدينة ما إلى مدينة أخرى . كان عليه أن يثبت للمسئول الإداري أن هناك سبب وجيه معتبر ومثبت ورقيا . ولا يوجد سبب مقبول سوى القول بأن عائلتي انتقلت من الدمام إلى الطائف . غير هذا لا يوجد ولا يقبل أي عذر ولا يتم أي نقل . الطريقة المتعارف عليها أن تكتب مشهد توقعه من شاهدين وتختمه بختم العمدة أو الشرطة

كان لي قريب بمدينة الظهران يعمل بالتجارة ولديه أيضا مقهى ومطعم مهم ومعروف على مستوى مدينة الظهران . يمر عليه أحيانا ضابط كبير يجلس في المقهى عندما كانت المقاهي هي المتنفس الوحيد للسكان يقضون به الوقت من بعد العصر حتى المساء . الضابط رئيس مركز الشرطة بمدينة الظهران . وكلامه وشكله حضري أفطس المناخر والعينين بشكل لم أشاهد مثله من قبل . عرفت أنه من مكة وأن عددا من سكان مكة المكرمة هم بهذا الشكل . ولله في خلقه شئون وله سبحانه أن يخلق ما يشاء . ومع أن أي ضابط وقتها له هيبة كبيرة لا أحد يتجرأ على الاقتراب منه أو محادثته . لكنني شعرت أنه رجل لطيف مرح في جلساته بين وقت وآخر مع قريبي بالمقهى , لاحظت هذا أثناء حديثه باللهجة المكاوية التي أسمعها لأول مرة , ثم شاهدت الضابط مرة أخرى مصادفة بالسوق الصغير المجاور في الظهران والذي كان يسمى ( أل -شبرة ) بحي ( سعودي كامب ) كنت وقتها قد قررت الانتقال للطائف . فاقتربت منه واستجمعت قواي و تشجعت للحديث معه باعتبار أنه شاهدني عند قريبي . ولأنه حضري مكاوي فقد اختلط علي الأمر بأي لهجة أكلمه . وأنا غامدي عشت بالدمام فترة طويلة بين عدة أجناس من البشر ولهجات مختلفة فأصبحت فاقد الهوية , إضافة إلى الآمال المحطمة أصلا بعد تسجيلي بالمعهد . كان قصدي أسأل عن إمكانية تواجده غدا في مكتبه لتوقيع المشهد , أمام هذا الارتباك نطقت بعبارة غير موفقة . فقلت : ( تفتحوا بكرة ؟ ) فرد علي ردا أخجلني وزاد من ارتباكي عندما قال : ( إش . تفتحوا .. هيا . بقاله والا إيه ؟ ) فأوصلت له بعد ارتباك معلومة مفادها .. ( أن لدي ورقة أحتاج إلي توقيعها منكم إذا كنت متواجدا بالدوام غدا لأنني أرغب الانتقال إلى أسرتي بالطائف والدراسة بمعهد الطائف ) العبارة السابقة من أجل أن يفهم القارئ المقصود , لكن ما حصل على الواقع ليس بذلك الوضوح والترتيب . فرد علي ( تجي ) بكرة وأن شاء الله يكون خير .

الخطأ الثاني الذي ارتكبته مع هذا الضابط أنني كتبت المشهد في ورقة هزيلة استقطعتها من أحد دفاتري شكلها غير منظم وكتبت عليها المشهد المطلوب ووقعته من طباخ المطعم الشهير وقتها ( علي المسيسي الغامدي - من بني جره ) ومن شخص آخر يعمل مباشرا بالمطعم حيث جميع العمال سعوديون عدا واحد يمني متخصص في إعداد ( شيش الجراك ) .

لم أكن راغبا في معرفة قريبي بمسألة الانتقال حتى لا يشوش على رغبتي . ثم توجهت إلى الضابط المهيب في مكتبه بعد أن زال الكثير من التوتر لدي . لكن خبالتي وسوء تصرفي بكتابة المشهد في تلك الورقة الهزيلة سببت ردة فعل أخرى لدى الضابط . فقال : إيش هادي الورقة ؟ كان من المفترض كتابة المشهد في ورقة تسمى ( فرخ ورق ) خاص بكتابة المعاريض هذا شيء متعارف عليه . ولحرجي من الموقف ومن مقابلته مرة أخرى انسحبت وكتبت المشهد من جديد كما ينبغي . وللتأكيد رفعت الحرج بيني وبين قريبي وطلبت منه استكمال توقيع المشهد وختمه من صاحبه ضابط الشرطة وكان لي ما أردت

استكملت ملف الانتقال وكانت فرحتى كبيرة بأن أغادر مدينة الدمام التي كانت في نظري بتلك الفترة تتسم بالكآبة والمجهول خاصة بعدة مغادرة والدي - رحمه الله - مدينة الدمام وانتهاء ارتباطه من العمل بالشركة , فمسألة التدريس يستطيع الإنسان أن يعمل بهذا الحقل في أي مدينة . والمتواجدين هناك أغلبهم من السكان الأصليين بالدمام والأحساء والقطيف وما حولها . أو القادمين من مناطق أخرى للعمل بالشركات وبالذات شركة أرامكو . لهذا فلا تصلح لي كمدينة للاستقرار الدائم مستقبلا

أول خطوات الاستقرار

كان علي تقديم أوراق طلب الانتقال لإدارة معهد الطائف . وعرفت من الزملاء أن هناك موقف للباصات في الشهداء على الشارع العام يوصلني إلى المعهد بطريق الحوية – الرياض والمسافة من الموقف إلى المعهد سبعة كيلومترات . دخلت المبنى بمشاعر فرحة غامرة قبل بدء الدراسة في ذلك المبنى الفخم المصمم خصيصا - كما عرفت لاحقا - من قبل اليونسكو كمساعدة للحكومة السعودية وأمثالها من الدول النامية آنذاك .

لم أجد سوى فراش من الجنسية اليمنية يسكن بعائلته في قسم خلفي من المعهد استقبلني استقبالا حسنا في مجلسه النظيف المفروش بالسجاد والمساند . اليمني هذا شكله متحضر ممتلئ الجسم . هندامه نظيف تعامله معي كان لطيفا وراقيا . وفي داخل نفسي يوجد لدي شيء من الحذر عند دخولي منزله , ربما أنه كان معجبا بشكلي وملامحي فاستلطفني .
بعد أن أخبرته بأنني قادم من الدمام وأن معهد الدمام ليس بهذا المستوى تلطف هذا الرجل بأن أخذني في جولة على مرافق المعهد مما زاد من ارتياحي وسروري , خاصة عندما فتح لي أبواب المسرح الكبير الخاص بالمعهد , لم أصدق وقتها أن هذه الفخامة موجودة هنا فالمسرح فعلا مشيد بفخامة لا حدود لها , لا زال بهذا المستوى حتى هذه اللحظة . تلك خطوة أخرى أعتبرها بداية الفأل الحسن لتواجدي بالطائف
على ما اعتقد أن الفراش استلم أوراقي ومن ثم سلمها للمدير , حيث عرفت فيما بعد أن هذا الرجل خاص بخدمة مدير المعهد فقط والمدير يوليه عناية خاصة وهو بلا شك يستحق التقدير ومن الجدير الاستفادة من خدماته , وبالتالي فإن أوراقي قد وصلت بأمان وتم قبول انتقالي

المبيت المؤقت بالمقاهي :

00000000000000000000000000000000000000000000000000 0000000000000000000000000000000000000
00000000000000000000000000000000000000000000000000 000000000
00000000000000000000000000000000000000000000000000 00000000000

 

 

   

رد مع اقتباس