عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2008, 10:30 PM   رقم المشاركة : 108
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 


بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب السادس والعشرون

في من نزلت هذه الآيات ؟


قال مجاهد وابن زيد ومقاتل .. نزلت في الوليد بن المغيرة , وكان قد اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم على دينه فعيره بعض المشركين , وقال : لم تركت دين الأشياخ وضللتهم وزعمت أنهم في النار ؟ قال : إني خشيت عذاب الله ; فضمن له إن هو أعطاه شيئا من ماله ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الله , فأعطى الذي عاتبه بعض ما كان ضمن له ثم بخل ومنعه فأنزل الله تعالى هذه الآية . وقال مقاتل : كال الوليد مدح القرآن ثم أمسك عنه فنزل : " وأعطى قليلا وأكدى "

ما المقصود بأعطى قليلاً وأكدى؟

أفرأيت يا محمد الذي أدبر عن الإيمان بالله , وأعرض عنه وعن دينه , وأعطى صاحبه قليلا من ماله , ثم منعه فلم يعطه , فبخل عليه . وذكر أن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة من أجل أنه عاتبه بعض المشركين , وكان قد اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم على دينه , فضمن له الذي عاتبه إن هو أعطاه شيئا من ماله , ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الآخرة , ففعل , فأعطى الذي عاتبه على ذلك بعض ما كان ضمن له , ثم بخل عليه ومنعه تمام ما ضمن له . ذكر من قال ذلك .. حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث , قال : ثنا الحسن , قال : ثنا ورقاء جميعا , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , في قوله ..( وأكدى ) قال الوليد بن المغيرة .. أعطى قليلا ثم أكدى .. حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد , في قوله ( أفرأيت الذي تولى ) .. إلى قوله ..( فهو يرى ) قال : هذا رجل أسلم , فلقيه بعض من يعيره فقال : أتركت دين الأشياخ وضللتهم , وزعمت أنهم في النار , كان ينبغي لك أن تنصرهم , فكيف يفعل بآبائك , فقال : إني خشيت عذاب الله , فقال : أعطني شيئا , وأنا أحمل كل عذاب كان عليك عنك , فأعطاه شيئا , فقال زدني , فتعاسر حتى أعطاه شيئا , وكتب له كتابا , وأشهد له , فذلك قول الله : { أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلا وأكدى } عاسره ( أعنده علم الغيب فهو يرى ) نزلت فيه هذه الآية. وبنحو الذي قلنا في معنى قوله .. ( أكدى ) قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك .. حدثنا ابن حميد , قال : ثنا مهران , عن أبي سنان الشيباني , عن ثابت , عن الضحاك , عن ابن عباس ( أعطى قليلا وأكدى ) قال .. أعطى قليلا ثم انقطع .. حدثني محمد بن سعد , قال : ثني أبي , قال : ثني عمي , قال : ثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس , قوله ..( أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلا وأكدى ) يقول .. أعطى قليلا ثم انقطع

وقيل .. قطع ذلك وأمسك عنه . وعنه أنه أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد الإيمان ثم تولى فنزلت : " أفرأيت الذي تولى " الآية . وقال ابن عباس والسدي والكلبي والمسيب بن شريك : نزلت في عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يتصدق وينفق في الخير , فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن أبي سرح : ما هذا الذي تصنع ؟ يوشك ألا يبقى لك شيء . فقال عثمان : إن لي ذنوبا وخطايا , وإني أطلب بما أصنع رضا الله تعالى وأرجو عفوه ! فقال له عبد الله : أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها . فأعطاه وأشهد عليه , وأمسك عن بعض ما كان يصنع من الصدقة فأنزل الله تعالى : " أفرأيت الذي تولى . وأعطى قليلا وأكدى " فعاد عثمان إلى أحسن ذلك وأجمله . ذكر ذلك الواحدي والثعلبي . وقال السدي أيضا : نزلت في العاص بن وائل السهمي , وذلك أنه كان ربما يوافق النبي صلى الله عليه وسلم . وقال محمد بن كعب القرظي : نزلت في أبي جهل بن هشام , قال : والله ما يأمر محمد إلا بمكارم الأخلاق ; فذلك قوله تعالى : " وأعطى قليلا وأكدى " . وقال الضحاك : هو النضر بن الحارث أعطى خمس قلائص لفقير من المهاجرين حين ارتد عن دينه , وضمن له أن يتحمل عنه مأثم رجوعه . وأصل " أكدى " من الكدية يقال لمن حفر بئرا ثم بلغ إلى حجر لا يتهيأ له فيه حفر : قد أكدى , ثم استعملته العرب لمن أعطى ولم يتمم , ولمن طلب شيئا ولم يبلغ آخره . وقال الحطيئة : فأعطى قليلا ثم أكدى عطاءه ومن يبذل المعروف في الناس يحمد قال الكسائي وغيره : أكدى الحافر وأجبل إذا بلغ في حفره كدية أو جبلا فلا يمكنه أن يحفر . وحفر فأكدى إذا بلغ إلى الصلب . ويقال : كديت أصابعه إذا كلت من الحفر . وكديت يده إذا كلت فلم تعمل شيئا . وأكدى النبت إذا قل ريعه , وكدت الأرض تكدو كدوا وكدوا فهي كادية إذا أبطأ نباتها ; عن أبى زيد . وأكديت الرجل عن الشيء رددته عنه . وأكدى الرجل إذا قل خيره . وقوله : " وأعطى قليلا وأكدى " أي قطع القليل .

والله أعلم

تفسير .. ابن كثير

القرطبي

الطبري

جزاك الله خير

دمت في حفظ الله

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس