عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2011, 01:36 AM   رقم المشاركة : 1005
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية علي ابوعلامه
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
علي ابوعلامه is on a distinguished road


 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزهة المشتاق مشاهدة المشاركة
من دفاتري العتيقة سيرة ذاتية بكل عفويّة سأضعها هنا علها تروق للذكريات من هنا وهناك
تلبية لدعوة الأستاذ القدير عبدالحميد بن حسن بارك الله في عمره
ومعذرة سنخرج عن ذكريات مكة بعض الوقت لأعود بكم لذكرياتي مع القرية في الصغر
وهي عبارة عمايشبه المقامة الشعرية بعض الشيء وإن جانبت قصيدة الشعر كثيراً


رحلت عنها طفلة في عامي الرابع
أسير عابره
، ممتلئة براءة عفوية مغايره
لكنني أذكر تفاصيل الحياة الوادعة في قريتي
في بيت جدي الجميل فتحت عيني
مبصره
سلم خشب مؤدياً للسطح ذو سماء مقمره
وفي فناء بيتنا تحت عناقيد العنب
جدي صنع لي مرجمه
أرجم بها الطير إذا حط على أشجار
لوز مثمره
أيضاً صنع لي من خشب صندوق أخفي داخله
بعض حصى مبعثره
عمى الصغير كان يشري لي لعب
إذا نزل بلجرشي
وحمص عليه حلوى فاخره
ومعصباً أخضر مطرز بالقصب
وشنطة صغيرة وكندره
كنت ارتديها ميمنه في ميسره !
وفي المراعي راعيه أركض وألهو
حول جدي تحت ظل العرعره
شقيةً لا شاكره محبته
ولا بشيء من أدب مقدره
وكلبي ذو مفتاح فضي ذنبه
أمام صبية قريتي أجرجره !
كنت وحق ربنا صغيرة مدللـه
وجدتي (عليّة) تأتي إلينا زائره
بقفة مليئة باللوز والزبيب والثمر
كأنها أميرة حفية بأهلها موقره
فتصنع أمي قهوة لذيذة مبهره
وتدعو الجارات في وقت الضحى
على فطور صنعته بيديها الماهره !
تدور بالدله بكل فخر واعتزاز
فقهوة أمي دائماً محل تقدير الجميع فاخره
وفي الوداع لا يفوتها أن تمنح الجارات
من بخور المبخره !
وتنحل الكبار من هدايا جدتي
أمي لها شخصية حكيمة مؤثره
أذكر بأن قلبها غضب علي ذات يوم
لأنني دفعت من فوق الجدار بنت جارنا
في حفرة عميقة مشجره
لأخذها مرجمتي ؛ تلك الفتاة الماكره
فعمدت والدتي لرمة طويلة ملفلفه
فربطتني حول مرزح بيتنا
تصيح بي مزمجره !!!!
هذا جزاء المجرمه
وتلسع أقدامي عصاها الحاره
تقول يا بنيتي : توبي وكوني عاقله
فأستغيث جدتي حبيبتي
هيا انقذيني (مزهره)
لكن أمي أقسمت ألا تفك قيدي جدتي
حتى تقر عين جارتي فتنطلق من جدتي
بضع جمل ما كنت أفقه ما تقول !
فقط تعابير الغضب في وجهها مرتسمه
توحي إلي أنها مشفقةً مستنكره !
أما أبي بالكاد أذكر وجهه
فدائما مسافرٌ لمكة المكرمه
يرحل صباحاً أو مساءً باردٍ
في ليلة شديدة الرياح ممطره
الناس في ذاك الزمان يرحلون من القرى
إلى المدن بحثاً عن الدراهم والعمل
بهمة عالية ومقدره
ومنذ ذلك الزمان تطورت وسائل التنقل والسفر
فوق الجمال والبغال والحمير
حتى شٌغفنا بأزيز الطائره
مضت حياتي كيفما شاء القدير أن تكون
كبرت حتى صار عمري دون العاشره
ثم دخلت المدرسه مشتاقة إلى العلوم النادره
لكنني دخلتها يا للأسف متأخره
وكنت جدا شاطره
وعن سواعد اجتهادي دائما مشمره
بنهم أقرأ وأكتب في عجل حتى وصلت الجامعه
بسرعة الصاروخ كنت قادره
فصدمتي كانت بها كبيرة وخاسره
إذ جاء زوجي قائلاً : يا زوجتي تخيري
إما أنا أو الدراسه فكري
فكنت حقاً خائبه وحائره
نفذت في غضاضة أوامره
وكلما لبيت له مطالبه
أمعن بإذلالي 00
فكان مثل( 00000 )
لا يرعوي حتى رأينا آخره
واليوم قد أصبحت وحدي سابحه
وفي خضم أمواج الحياة الهادره
مكافحه لأسرتي ؛
قد صرت رباناً حصيف
يقود باقتدار باخره
حتى متى أوصلتها بر الأمان
أوصدت بابي باحتساب صابره
لربنا الكريم أشكو عثرتي
( حامدة أنعمه وشاكره )



نزهة المشتاق
مررت من هنا كعادتي بين الفينة والأخرى استنشق ما يتضوع به هذا المتصفح من عبق الماضي وسير الرجال وما إن قرأت مقطوعتك حتى أمطرت سحابة دمعتي وتكثف ضباب حيرتي حين رجعتِ بذاكرتنا إلى عصر المرجمة وما أدراك ما المرجمة تذكرت قرينتها العرقة التي اشتكى منها الظهر أكثر من مرة – اما المرزح فنجوت منه ولله الحمد - كم من صورة استوقفتني وسرح بي خيالي في سماء ذكرياتي حتى أنني استوقف نفسي قليلا في محطات كثيرة أجدني أتأمل تلك الوقفات التي رسمها لنا مداد قلمك بحسك الممتع الذي أجاد تصوير ما كان يدور ويحدث في عفوية صادقة و قلم متمرس في الكتابة التصويرية ...
لك أقف تقديرا واحتراما داعيا الله لك بالتوفيق .

 

 
























التوقيع