عرض مشاركة واحدة
قديم 07-17-2013, 07:14 AM   رقم المشاركة : 2

 

وصلني هذا التعقيب من اﻻخ العزيز عبدالرحمن محمد عيسى على الواتساب فله الشكر الجزيل والثواب من المولى عز وجل .

1- أما تحقيق الرواية وطرقها, فهذه القصة مشهورة رواها ابن إسحاق وابن أبي شيبة والبيهقي وابن أبي الدنيا وغيرهم ، عن التابعين الذين شهدوا فتح "تستر" ومنهم أبو العالية ومطرف بن مالك وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهم، وصحح الحافظ ابن كثير في تاريخه سندها إلى أبي العالية, والرواية التي ذكرتها أخي الكريم رواها محمد بن اسحاق في المغازي, وهي من زيادات يونس بن بُكير, عن أبي خَلدة خالد بن دينار قال: حدثنا أبو العالية, وذكرها.

لكن هنا إشكال اختلف فيه المؤرخون المسلمون, هل دانيال هذا الموجود نبي أم لا ؟ وقد ثبت في الصحيح أنه ليس بين المسيح ومحمد صلى الله عليهما وسلم نبي, فكيف يكون دانيال نبيا مات قبل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بثلاثمائة سنة ؟ وبين عيسى ومحمد أكثر من خمسمائة سنة. الحقيقة أن هذا إشكال لم أر من حقق فيه من المعاصرين, قال ابن كثير رحمه الله:"ولكن إن كان تاريخ وفاته محفوظا من ثلثمائة سنة، فليس بنبي بل هو رجل صالح؛ لأن عيسى بن مريم ليس بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي، بنص الحديث الذي في البخاري، والفترة التي كانت بينهما أربعمائة سنة، وقيل: ستمائة. وقيل: ستمائة وعشرون سنة. وقد يكون تاريخ وفاته من ثمانمائة سنة، وهو قريب من وقت دانيال، إن كان كونه دانيال هو المطابق لما في نفس الأمر؛ فإنه قد يكون رجلا آخر؛ إما من الأنبياء او الصالحين ولكن قربت الظنون أنه دانيال؛ لأن دانيال كان قد أخذه ملك الفرس فأقام عنده مسجونا كما تقدم" اهـ

و الذي ذكره بعض أهل التاريخ أن دانيال هذا ليس هو دانيال الأكبر الذي حضر بختنصر والسبي البابلي وعاصر أرميا وبعض أنبياء بني إسرائيل وأتي به مسجونا من القدس إلى بابل, وقد يكون دانيال المذكور في رواية أبي العالية هو غير دانيال المذكور في رواية ابن أبي الدنيا عن الأجلح الكندي عن عبد الله بن أبي الهذيل قال: ضرى بختنصر أسدين، فألقاهما في جب وجاء بدانيال فألقاه عليهما، فلم يهيجاه فمكث ما شاء الله ثم اشتهى ما يشتهي الآدميون من الطعام والشراب، فأوحى الله إلى أرميا وهو بالشام: أن أعدد طعاما وشرابا لدانيال. فقال: يا رب، أنا بالأرض المقدسة، ودانيال بأرض بابل من أرض العراق. فأوحى الله إليه: أن أعدد ما أمرناك به فإنا سنرسل من يحملك ويحمل ما أعددت. ففعل، وأرسل إليه من حمله وحمل ما أعد حتى وقف على رأس الجب فقال: دانيال، دانيال. فقال: من هذا؟ قال: أنا أرميا. فقال: ما جاء بك؟ فقال: أرسلني إليك ربك. قال: وقد ذكرني ربي؟ قال: نعم. فقال دانيال: الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، والحمد لله الذي لا يخيب من رجاه، والحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره، والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحسانا، والحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاة، والحمد لله الذي هو يكشف ضرنا بعد كربنا، والحمد لله الذي هو ثقتنا حين تسوء ظنوننا بأعمالنا، والحمد لله الذي هو رجاؤنا حين تنقطع الحيل عنا" اهـ،, أقول, هذا المذكور هنا هو النبي المسمى دانيال الأكبر وهو صاحب عزير وأرميا وحزقيال وأنبياء بني إسرائيل عليهم السلام.

أما رواية ابن أبي الدنيا التي رواها في أحكام القبور بسند مرسل عن أبي بلال محمد بن الحارث بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، قال حدثنا أبو محمد القاسم بن عبد الله عن أبي الأشعث الأحمري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن دانيال دعا ربه عز وجل أن تدفنه أمة محمد فلما افتتح أبو موسى الأشعري تستر وجده في تابوت تضرب عروقه ووريده، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دل على دانيال، فبشروه بالجنة فكان الذي دل عليه رجل يقال له: حرقوص، فكتب ابو موسى إلى عمر بخبره، فكتب إليه عمر، أن ادفنه، وابعث إلى حرقوص؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم بشره بالجنة" اهـ قال ابن كثير : في كونه محفوظا نظر, والله أعلم"اهـ فهذه الرواية إن صحت إنما هي في دانيال الأصغر الذي جاء بين المسيح ومحمد صلى الله عليه وسلم.
أما احتمال كونهما واحد فوارد أيضا لقرائن كثيرة, لكن يجب البحث والتحقيق في المسألة,
والله أعلم.وصلني هذا التعقيب من اﻻخ العزيز عبدالرحمن محمد عيسى على الوتساب واحببت مشاركتكم لما فيه من فائدة فجزاه الله خير الجزاء واثابه .

 

 

   

رد مع اقتباس