...........
رجال مواقف
جبال راسية
رسموا لنا معاني الرجولة والكرامة والشرف
عمالقة بأخلاقهم وخلقهم وأجسادهم وبمعرفتهم وكرمهم وجودهم
جيل نتذكره فنبكي عليهم وعلينا تخلد ذكرهم
حصرهم في موضوع أو مشاركة مستحيل
اخترت من هذا الجيل الذين عرفتهم نموذج على وجه الخصوص:
مسفر بن محمد بن قسقس , عبدالله بن سعيد العجمة , حسن بن يحيى صوهد , احمد حمدان العبائر , مسفر رمزي , احمد بن عبدالرحمن , محمد بن مسفر أبو علامه , علي دغسان أبو عالي , ناصر الصائغ , والدي علي بن محمد قسقس
وغيرهم كثير سواء في الغمده أو الطرفين أو رحبان أو العباله والحله
وقفت أمام سيرتهم فوجدتهم كوكبة نبلاء ورواد عطاء وبذل
أعطوا الإخلاص وحفظوا الشرف والكرامة وعزة النفس
تجدهم في أصعب الظروف وأحلكها
لم تلههم عن دينهم وأهلهم وذويهم قسوة الحياة وملهياتها
سيرتهم حافزاً للأجيال الناهضة
تذكرت الوالد احمد حمدان العبائر في مجلسه العربي العامر بعد ان تقدم به العمر وقد جهز القهوة العربية بتوابعها يرحب بالضيف ويترقب قدوم الآخرين ووجهه يتهلل فرحاً ونفسه وخاطره أرحب وأوسع من خبوت الجبوب
لا يمل الحديث عن الماضي وقسوته ومعيشته وعن رفاق الدرب وكفاحهم وتعبهم وقصصهم وصفاء قلوبهم وتجده رغم قسوة حياتهم ومعيشتهم وقلة المال لا يذكر غير محاسنهم وتكافلهم وحرصهم على بعضهم
في حديثه عبق الماضي وجماله وذكريات والدته وخاله
يفخر بأجداده آل قسقس وبرجال وادي العلي كافة بل ببني ظبيان وبشيوخهم وكأنهم آبائه وإخوانه وأبنائه
لا ينسى الحديث عن مجلسه وجمال نقوشه وسجاده العربي وكيف بدأ اللبنة الأولى وحتى اكتمال البناء ثم الانتقال من البيت القديم ويتذكر أم علي وكفاحها معه والقيام بمهام تفوق دورها كزوجة ولا يتردد في الثناء على رفيقة دربه الحالية
حديثه عن عمي أبو احمد الأستاذ علي يشعرك بشريك ورفيق درب وترى الإعجاب عند الحديث عن الأستاذ صالح والثناء على زوجاتهم وأحفاده
عاش ومات ولن تموت صورته ومآثره وذكرياته
سيبقى في الذاكرة مع غيره بإذن الله ما حيينا
اللهم اغفر لهم جميعاَ وارحمهم واعف عنهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدلهم داراً خيراً من دورهم وأهلاً خيراً من أهاليهم وأدخلهم الجنة وأعذهم من عذاب القبر ومن عذاب النار, اللهم جازهم بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا
*****