عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-2012, 12:48 PM   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










غرباوى غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
غرباوى is on a distinguished road


 

اصحَ يا نايم !!

خطرات

بدر أحمد كريم

ما مفهومُ التكافلِ الاجتماعي في المجتمع السعودي؟ ألا يعني الوقوفَ إلـى جانب مَنْ تعرضوا لكوارثَ مِنْ صُنع إنسان؟ وهل الكوارثُ مجرد سُيول جدة فحسب ؟ أم أنّ كل كارثة تقرعُ البيوت بعنف، وتُلْحِقُ الأذى بأصحابـها، النساء والأطفال، أكثرُهُم تضررا، تسمعهم يُرَدّدون عِبَاراتٍ وجُمَلاً، لا تستعصي على الفَهْم، ولكنها تستدعي الإنصات، والتفاعل الحي.
المصيبة الكارثة التي وقعت في منـزل " تالا الشهري" في محافظة ينبع، وأثّرت سَلْبَاً على الجميع، لدرجة جعلتْهُم يعيدون حساباتـهم، مِنْ أدوار العاملة المنـزلية، إلـى دَوْر الأم، إلـى دوْر الإعلام، إلـى أدوار المؤسسات الاجتماعية بِرُمّتِها، هذه المصيبة الكارثية، ليست عصفوراً هبطَ من السماء، لكنّ التعامل معها كان يحتاج إلـى حَذَقٍ ومَهارة، وتتطلب تجنيد جهود المؤسسات كافة، بما يُظهر قُدْراتـها على مواجهة الموقف، ورفْع الأذى الذي لحق بأم " تالا" المكلومة، وأسرة الأب والبنت اللذيْن فُقِدا في الحادث، ويَفْرِضُ الموقفُ في الوقت نَفْسِه أسئلةً مهمة: أينَ فِرَقُ الكوارث التي تضم عادة: طب الطوارئ ؟ والطب النفسي ؟ والـخِدْمات الدينية ؟ وعِلْم النفْس؟ وعِلْم النفْس الاجتماعي ؟ والـخِدْمات القضائية ؟ ومما زاد الأمر تعقيدا عدمُ القدرة على احتواء موقف ، سبّب خوْفاً، وقلقاً، واضطراباً.
إن احتواء الكوارث، والتعامل معها بفعالية، واحتمال تكرار حادثة " تالا" في منطقة، أو محافظة ما، أمر وارد، يجعلُ المصابين يضْجُرون، فيخرجون من بيوتـهم وهُمْ لـها كارهون، ورفْع الأذى الذي لحق بـهم، يتطلب إعادة النظر في استراتيجية مكافحة الكوارث، بما يجعلها تلبي حاجات الأُسْر المتضررة، ووجوب حمايتها، حيث لا يستطيعُون مواجهتَها، بسبب قِلّةِ مخزونـهم المعرفي، إنْ لم يكنْ انعدامُه، وأسوأُ شيء أنْ تضطربَ صورةُ الإنسانِ عن نفْسِه.
إنّ الـحَذَر مِنْ كوارثَ مِن صُنْع إنسان، والاتقاء منها، يستدعيان حضورا إنسانيا فاعلا، متفاعلا، واستعداداً لمواجهة كل الظروف المحتملة، وَفْقَاً لـمَا تمليه المواقف، ومعذرة إذا قلتُ : اصح يا نايم !! فالذنْب ليس ذَنْبَ " تالا" ولا أمِّها، ولا أبيها، وإنما ذَنْبُ أسلوب "تَحَوّل مع الزمن، إلـى مِحْفَظَة قابلة للانتفاخ والضمور".!!

 

 

   

رد مع اقتباس