عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2009, 04:24 PM   رقم المشاركة : 1
جازان أهم من غزّة أم إن الاختلاط أخطر من الجهاد!


 

.

*****

الثلاثاء 22 ذو القعدة 1430هـ

جازان أهم من غزّة أم إن الاختلاط أخطر من الجهاد!

بقلم "تركي الدخيل"

أتمنى مرةً أخرى على أئمة مساجدنا أن تتحلى حناجرهم بنفس الحماس والتصويت الذي كانت عليه في حرب غزة، حرب البوسنة، والشيشان، وأفغانستان. وإذا كان البعض قد سمى دفاع البوسنة عن أراضيها ضد الصرب بـ"بدر البوسنة" فإن أحداً لم ينطق معلقاً على دفاع الجيش السعودي عن الأراضي السعودية، باستثناء المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الذي صرح بالأمس أن مرابطة الجنود على الحدود من الجهاد. لكن أين الأسماء الأخرى، التي أصدرت فتاوى ضد عدوان إسرائيل على غزة، وضد عدوان الروس على الأفغان، لماذا لم يصدر أي موقف يحفز الجنود ويشجعهم ويشد من أزرهم من قبل تلك الأسماء التي صدحت بالأناشيد والأهازيج في كل المعارك التي يكون أحد أطرافها جماعة إسلامية مسلحة. أتساءل بكل براءة أين هم؟

ممثلو الجيش في تصريحاتهم لا يستخدمون شعارات حماسية، ولا عبارات دينية تحريضية، وإنما يستخدمون عبارات وطنية، ربما لهذا السبب لم تتحمس تلك الأسماء ولا أولئك الأتباع للذب عن الجيش السعودي، وتشجيعه وتحفيزه والوقوف إلى جانبه. لم يقولوا عن الجيش عبارة واحدة، بينما نظموا في حركة حماس وبعض المنظّمات المنضوية تحت التيارات والأحزاب القصائد تلو القصائد، ودبجوا الفتاوى. هل لأن الخطاب الوطني غير مغر حماسياً بوصفه خالياً من الشعارات والمزايدات؟ خاصةً أن مصطلح الوطنية أخذت شعبيته تتراجع بعد أن أطلق البعض النار على مشروعية استخدامه مفضلاً استخدام "الأخوة الإسلامية" بوصفها البديل الناجح لمفهوم الوطنية!

لكن تلك الأسماء عينها تجدها حاضرة مع كل نقاش حول قضايا ليست من الأولويات مثل: "وجه المرأة، بطاقة المرأة، الاختلاط، قيادة المرأة للسيارة"، أما قضية أولوية هي أهم من كل قضية كتحرير الأراضي من المندسين والمجرمين فلا تحرّك كل تلك الجموع!

هل شاهدتم منشورات أو دعوة للتبرع للإخوة في جازان والجنوب، أو دعوة للقنوت الجماعي، هل جاءتك رسائل بنفس عدد الرسائل التي أمطرت جوالك أثناء الحروب الخارجية على البلدان الأخرى البعيدة. لماذا هذا التناقض؟!

الجيش السعودي لم يذهب للجنوب ليمارس السباكة أو الحدادة أو النجارة، وإنما ذهب الجنود للحرب، طرحوا أرواحهم على أكفهم في سبيل الدفاع عن الأرض، بينما الخطاب الإسلامي التعبوي في غيبوبة غريبة عجيبة. يقول قارئ معلقاً على مقالتي بالأمس في رسالة بعثها: " كلامك صحيح مائة بالمائة وكنت أتحدث أنا وأحد الإخوة أمس عن هذا الموضوع ولكن عجائب وغرائب والناس عندنا كأنها تشتغل بالريموت كنترول تتحدث بالريموت من قبل أصحاب الزيف والبيانات الجهادية. تصدق أني بمدرسة لم أسمع أحداً يتحدث عن جازان إلا واحداً، وبيانات حماس والعراق كأنها تمطرنا يوميا بالنشر والجنوب لا أحد يتحدث ".
قلت: ولن نعرف معنى الوطنية حتى نؤمن بدواخلنا أن لدينا أولوية حماية أراضينا، والدفاع عن جازان وحدودنا والدعاء لها والحماس والتعاطف معها أهم من الحماس مع غزة، والدعاء لوطننا أهم من الدعاء لأوطان غيرنا.

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس