عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2010, 10:28 PM   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم كعشر
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالرحيم كعشر غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 13
عبدالرحيم كعشر is on a distinguished road


 


أعضاء وزوار منتدى ساحات وادي العلي حسب طلب أبو فارس وابو فيصل تجدون أدناه موضوعاً
يتعلق بنقلي من الأحساء الى جده عروس البحر الأحمر .. وذلك عام 1387 هـ ..
وقد نقلته لكم من منتديات وادي العلي حيث كنت قد قدمت منتديات وادي العلي قبل أكثر من سنتين
فنرجو السماح من منتديات وادي العلي .. والقبول للموضوع بمنتديات ساحات وادي العلي ..!

وكل عام وأنتم بخير .



,’

أعددت العدة وصممت على طلب النقل الى عروس البحر الاحمر خاصة وأن لي فيها ذكريات
الدراسة بالمحجر الصحي الذي كان ذلك الوقت خارج المدينة كان انتقالي اليها في عام 1387 هـ .
وكنت قبلها مدرسا بالمعهد الصحي بالهفوف ومن ثم كانت الفرصة متاحة لأنتقل من معهد الى اخر .
حيث الرغبة الجارفة وبتشجيع من عمي احمد بن ضيف الله ال عجيريد جد أولادي رحمه الله وأحسن مثواه
وهكذا تحققت الرغبة والآمال وباشرت العمل مدرسا بالمعهد الصحي بالعروس
الذي كان حديث العهد في الافتتاح .كان ذلك المعهد يضم نخبة من المدرسين من لبنان وفلسطين وسوريا .
وكنت الوحيد بينهم وتستطيع ان تقول " الغريب "
ومنذ ذلك الوقت اطلقت على اسمي المركب " غريب " ..
حيث صدمت ولأول وهله بقسوة المعاملة والترصد لكل هفوة صغيرة تصدر مني
الأمر الذي جعلني في موقف لا احسد عليه ولكم ان تتخيلوا معي المعاناه التي كنت أواجهها
فلا الراتب يفي بالحاجة ولا هناك مواصلات تقلني من بيتي الى العمل .
والحياة بسيطة وسهله لكن الوضع مختلف , كنت بالاحساء على الاقل مؤمن لي السكن ,
ويوم الخميس أسافر الى الظهران والدمام لقضاء عطلة الاسبوع بين صحبة ندر مثلهم في وقتنا الحاضر .
وأكثرهم من اولاد يحيى وعليكم أيها المتصفحون أن تعرفوهم ...
ولا أستطيع أن اورد أسمائهم خشية من التقديم أو التاخير فهم عندي مثل عيني . أمد الله في عمر الاحياء ورحم الله من مات منهم .
ذلك هو الفرق بين حياتي في تلك المنطقة ومقر عملي الجديد .
ومع ذلك كنت في غاية السعادة . تحقق مطلبي في النقل واحضرت عائلتي
التي كانت مقيمة ببلجرشي وتعرفت على اقاربي وجماعتي " أهل وادي العلي "
وسكنت بكيلو 5 كما كانت تدعى في ذلك الوقت ببيت شعبي قريبا من جماعتي
من رحبان والغمدة كانوا يسكنون هذا الحي والبعض منهم كالعبالة والطرفين يسكنون حي السبيل والنزلة اليمانية والكندرة !
المهم وبعد احضار عائلتي وسكني واصلت مشوار العمل أقوم بعد صلاة الفجر
متوكلا على الله سبحانه وتعالى ومتوجها الى عملي بالمحجر الصحي الذي يبعد عن مقر سكني اكثر من 7 كيلو مترات .
ولكم أن تتخيلوا كم من الوقت أقضيه مشيا على الاقدام حتى اصل للمعهد قبل بداية الدوام فالمواصلات موجوده لكنها تحتاج الى الدراهم .
والدراهم نادرة وإذا بقي منها شيء فأنني احتفظ بها لاسرتي لوقت الحاجة
ولا اخفيكم سرا انه حينما كنت اداوم " كعابي " كنت التقي بأحد مستخدمي المعهد الصحي وكان وسيله المواصلات لدية " بهيم اكرمكم الله "
ويطلب مني أن امتطيه بالتناوب بيني وبينه هكذا كانت الحياة ذلك الزمان عند البعض وانا منهم .
لكن ماخفف عني قسوة الحياة أن الشيمة والجود والمحبة كانت سائدة . فقد احتووني جماعتي ممن سكنت جوارهم وكذلك من خارج الحي وكل يوجه لي الدعوة على وليمة غداء او عشاء .
مما جعلني أخجل من نفسي أمام هذا الكرم والاريحة الطيبة رغم الحاجةوالعوز للكثير منهم فجزاهم الله خيرا ورحم الله من مات منهم واطال الله في عمر من بقي منهم .
في ذلك الزمن كانت هذي مظاهر الحياة . الحب - التواضع - الكرم - التكافل الاجتماعي
ولي عودة في الحديث عن الذكريات اذا كانت صدوركم تتسع وتتقبل
والله على ما اقول شهيد .

حكمة /

إذا انت لم تشرب مرارا على القذى ..... ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه

 

 
























التوقيع

ليسَ الغريبُ غريبَ الشآمِ واليمنِ .. إنَّ الغريبَ غريبْ اللحدْ والكفَنِ


   

رد مع اقتباس