.
*****
الجزء الثالث
أعزائي القراء هذا الاسبوع سأتحدث عن اسماء فنية عدة تعاونت نعها وأبدؤها بمواصلة الحديث الذي بدأته الاسبوع الماضي عن الفنان القطري علي عبدالستار خاصة أني أعتز كثيرا بتعاوني معه لأنها كانت الإنطلاقه الأولى .
فأثناء مؤتمر القمة الخليجي أقيم حفل فني وجاء علي عبدالستار ليشارك في أوبريت الحفل وهناك أردت أن أسمعه لحنا جديدا لي , ولإرتفاع الأصوات داخل كواليس المسرح صعدنا إلى السطوح , وأمسكت بالعود وجلست أسمعه
أغنية (يا ناس أحبه) والمفاجأة كانت بعد عامين عندما اتصل بي علي عبدالستار وطلب مني التنازل عن الأغنية وكنت قد نسيتها وأخذت أسئله .. أي أغنية ؟ وأي لحن ؟
وبالفعل قدمت له التنازل وتقاضيت أول أجر لي عنه من بداياتي في التلحين , وكان الأجر عشرة الآف ريال
وبتلك الأإنيه انطلقت وبدأ الناس يعرفونني .
( بيضة الديك )
بعد نجاح تلك الأغنيه أخذت الأوساط الفنية الخليجية تتحدث عني , منهم من قال ( بيضة الديك ) ما يطلع بعدها .
أي أن العملية جائت معي بالصدفة , وهاجمني البعض وقالوا أن اللحن مسروق أو مشابه لألحان أخرى كما هو الحال الآن , لكني لم أتضايق بل بالعكس ذلك الكلام خدمني كثيرا ً في زيادة الثقه بالنفس , وكما أن هناك أعداء للنجاح فهناك من إمتدحني وأشاد بي واعتبروا أن الأغنية موجة جديده ليضاف إسمي إلأى سجل البارزين في تلك الفترة
أمثال خالد الشيخ وتألقه مع عبدالمجيد عبدالله في أغنية ( يا طائر الأشجان ) وأغنية ( رحلتي ) الحان راشد الخضر وغيرها .. وللأمانة فإن علاقتي كانت جيدة بأغلب الملحنين .
( عبادي الجوهر و 20 عاما ً )
لقائي لأول مرة بالفنان عادي الجوهر اعتبره فرصه سعيده , فأنا كنت أعمل في التلفزيون ولم أكن بعد قد إشتهرت وهذا الكلام قبل أإنية ( يا ناس أحبه ) لعلي عبدالستار , وما حدث أن عبادي الجوهر كان قادما ً من البحرين باتجاه الظهران ليسافر بعدها إلى جدة ولكنه لم يلحق بالرحلة , وكنت حينها خارجا ً من العمل وذاهبا ً إلى مطار الظهران وشاهدت عبادي في المطار ومعه علي عباش وقمت بالسلام عليهما وتمسكت بهما كي يذهبا معي لتناول الغداء لدى زميلي سعيد صقر وهو رجل مضياف ويسكن في الثقبه ويحب الفن والفنانين وكنا نضع أعوادنا لديه , وبالفعل لبى عبادي الدعوه وهناك جلسنا وأمتعنا بصوته حيث غنى خمس أغنيات وكذلك أنا والزميل عمر غلاب غنينا وكان يوما جميلا ً لا ينسى
ودعنا عبادي بعدها وسافر وتواصلنا سويا ً وهناك مشروع للتعاون قريبا ً , ولا أزال أحتفظ بشريط الجلسه الغنائيه التي جمعتني معه على الرغم من مضي أكثر من عشرين سنه على ذلك اللقاء , وأعتز كثيرا ً بهذا الشريط .
( عبدالمجيد عبدالله والشرطة )
أول ما طلع عبدالمجيد عبدالله بهرني بصوته , خاصة في أغنية ( سيد اهلي ) مع سامي احسان , وقدم عبدالمجيد الاغنيه في مسرح التلفزيون , وكنت احاول ان اراه ولكن لم تسمح الفرصه , وكان لدي أحد الاصدقاء يشعرني دائما ان عبدالمجيد طيب ويصر أن أحضر معه لأراه , وبالفعل ذات مرة قدم عبدالمجيد للشرقيه وذهب وسلمت عليه وكان في تلك الفترة يتعاون مع الفنان والملحن البحريني خالد الشيخ وفي الفترة ذاتها كانت اغنية يا ناس احبه اشتهرت فذهبت وعرفت عبدالمجيد بنفسي ودعوته لمنزلي لتناول الغداء مع الشاعر علي عسيري ومبارك العوضي وبعض الصحفيين ومجموعه من الزملاء منهم فريد السبيعي وسعيد الزهراني وجلسنا بعد الغداء وغنينا وتواصل اللقاء حيث توطدت العلاقه الفنية إلى أخوة انسانية وعلى مدى الثمان سنوات الأخيرة كان التعاون بيننا وسافرنا معا ً , وأذكر مواقف عدّة طريفة حصل لي مع عبدالمجيد , منها أني ذات مرة سافرت إلى القاهرة للإشراف على أحد الألحان , ومن هناك اتصلت بمنزلنا في الظهران للإطمئنان على والدتي وإذا بشخص يرد على الهاتف ويسألني من انت ؟
فتعجبت واعتقدت بأنه إسماعيل ابن اختي لكنه قال لا !!
فاعتقدت بأنه محمد ابن اختي الثانية .. فقال لا !! وهنا اغلقت الخط ظنا ً مني أني اتصلت برقم خطأ , وعاودت الإتصال وإذا بالصوت نفسه .. وفي قرارة نفسي قلت أن هذا الصوت ليس بغريب ٍ علي , وإذا به صوت عبدالمجيد حيث كان قادما من الكويت باتجاه البحرين ولديه حفل هناك , وتوقف بالظهران فجاء للسلام علي , وعندما لم يجدني فتحت له الوالدة باب المجلس وقدمت له اللإفطار , ومن باب الضحك قلت له : ( تصدق ياعبدالمجيد اني فكرتك حرامي في المنزل واردت ان اطلب لك الشرطة .. وضحكنا كثيرا ً )
- يقولون انك احتضنت عبدالمجيد عبدالله في الالحان وانك السبب في ابعاده عن خالد الشيخ ما ردك ؟
سمعت الكلام هذا ولكنها المرة الاولى التي يطرح علي السؤال مباشرة , فأنا لم أفسد العلاقه بين عبدالمجيد
وخالد الشيخ , ولم احاول افتعال اي خلاف , وكل مافي الامر أني توفقت مع عبدالمجيد في التعاون لأن العمل مع عبدالمجيد يشرف اي ملحن حيث يهذب بصوته الاغنيه ويوصلها للناس بسهولة ومن حسن حظي أني تعاملت معه , وعبدالمجيد أدرى بالرد عن عدم تعاونه مع خالد الشيخ , إنما للأمانة أقولها أني كلما وجدت لحنا ً جميلا ً لدى ملحن زميل لي كنت آخذه وأعطيه لعبدالمجيد .
- يقولون أن صالح الشهري لا يحب إلا أربعه .. والدته والأكل وعبدالمجيد وراشد الماجد .. ما تعليقك ؟
يضحك قائلاً : هذا صحيح فأنا أحب والدتي وأسرتي واخواني ومع هذا أستطعم النعمة وأستلذ بالطعام الطيب كما اني احب عبدالمجيد وراشد كأخوين لي , وبصراحة اذا لم أسمع صوتهما كل يوم فإني أتعب , وتجمعني بهما علاقة إنسانية بها صدق ووفاء , لأنهما يفهماني وأفهمهما .. ومع هذا فأنا أكن التقدير للعديد من الفنانين الآخرين .
( القفزة الثانية )
بعد نجاح أغنية ( يا ناس أحبه ) قدمت العديد من الألحان لمطربين شباب لكنّي لم أوفق بها .. وبالصدفه أخذت ديوانا ً من الشعر للشاعر ( راشد بن جعيثن ) ولفتت إنتباهي قصيدة تقول :
إبشر من عيوني الثنتين مثلك نلبي مطاليبه والقلب ما يسكنه شخصين واحد ويكفيه تعذيبه
فاتصلت براشد الماجد وكنا في طريقنا للأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز وأسمعته الكلمات وامتدح اللحن واقتنع راشد بالاغنية وحصلت على التنازل من الشاعر لأجمع الراشدين راشد الماجد وراشد بن جعيثن في عمل واحد , وكان لحن الاغنية جديدا ً على راشد الماجد الذي كان مهتما ً باللون الشعبي , وأحببت أن أقدمه باللون العاطفي الكلاسيك وقدمت له أيضا ً ( مستغربة ) , ( الليل روح ) , ( قرة الأعيان ) , ( حجة الغايب ) .. وأعتبر نجاح أغنية إبشر من عيوني الثنتين هي القفزة الثانية لي في مجال الألحان وتواصل تعاوني مع راشد الماجد حتى الآن .
( نسيت ياسين الحساوي )
أذكر أول لقاء لي بالفنان البحريني أحمد الجميري كان في مبنى التلفزيون بالدمام , وكانت معرفتي به عادية .. لكن الصديق ياسين الحساوي الذي أعتبره بمثابة الأخ وكان يتنقل بين الكويت والبحرين والسعودية بحكم عمله كما أنه يكتب الشعر وذات يوم قبل قبل شهرتي في أغنية ( يا ناس أحبه ) وجدت ياسين الحساوي يحضر لي شعرا ً ويطلب مني ان الحنه وأسمعه لأحمد الجميري وأخذني إلى منزل أحمد الجميري وأخبرني بأنه سيعود بعد فترة قصيرة .. وفي منزل الجميري رحت أسمعه لحنا ً وراء لحن لأغان مختلفه , ونسيت التركيز فقط على ياسين الحساوي , إلى أن أعجب الجميري بكلمات شاعرة سعودية اسمها أغاريد السعوديه وطلب الأغنية .. وعندما جاء ياسين الحساوي قال لي : هل أخذ الجميري اللحن فقلت له نعم .. وفرح .. ثم واصلت كلامي : للأسف أخذ الجميري لحنا ً لأغنية أخرى , فأصيب ياسين بالدهشه وقال لي : بالمبارك .. وهذا يوضح طيبة قلبه .
( طلال وخالد عبدالرحمن )
كان تعاملي مع طلال مداح ( رحمة الله عليه ) عن طريق الأمير سعود بن عبدالله في أإنية ( ما أوعدك ) لحنت هذه الأغنيه من قبل وربما أحب الأمير إعادة الأغنية بلحن آخر فأوكل المهمة لي , وكانت المرة الأولى التي أرى فيها
طلال مداح وأجلس معه عن قرب في جلسة فنية , وبالفعل نجح اللحن وكان رومنسيا ً , واستخلصت من شخصية
طلال مداح أنه إنسان متواضع ويحب التعاون .
أما الفنان خالد عبدالرحمن فقد إلتقيت به عن طريق الأمير السامر ( عبدالعزيز بن سعود ) وكنت لحنت أغنية من كلماته وسجلها خالد خالد بصوته هي :
( ودي تشوف الهم ) وبعدها تعارفنا أنا وخالد وكان هناك لقاء في ألبوم ( عقد وسوار ) ..
( مقلب عبدالمجيد ونبيل شعيل )
من باب الصداقه كثيرا ً ما كنا نفتعل المقالب ببعض , وذات يوم كنت قد جهزت أغنيتي فرح أحدهما لعبدالمجيد عبدالله والأخرى لنبيل شعيل وغنياها .. وأعطاني أهل الفرح النقود لكي أحاسبهما .. وذهبت وأعطيت عبدالمجيد حقه .. وعددت المال أمامه فأخذه ووضعه في جيبه , وعندما أعطيته مبلغ نبيل شعيل لكي يسلمه له أحصيت المال وبحركه سريعه أنقصت منه قسطا ً ووضعته في جيبي دون أن يدري عبدالمجيد , لكنه وثق بي ووضع المال في جيبه دون عدها .. وبعد أيام أجد عبدالمجيد يحادثني وهو يقول : كذه تلعبها معاي يا صالح ..
حيث ذهب لإعطاء المال لنبيل شعيل فوجد المبلغ ناقصا ً وأحرج مع نبيل وجلسنا نضحك سويا ً .
(متأثر بفريد الأطرش )
كنت متأثرا ً بفريد الأ"رش .. وأحب متابعة أغانيه , كما كنت أتابع حفلات أم كلثوم من خلال الإذاعه , بعدها أخذت آذاني تلتقط أغاني محمد فوزي , عبدالحليم , عبدالوهاب , السنباطي .. وزكريا أحمد .
وعلى الرغم من أشرطة فيروز الأولى لم تكن تصلنا النسخ الأصلية منها لكني أعجبت بألحانها , وبعد ذلك عرفت أنها لفيلمون وهبه فعشقته أكثر , ولا أنسى دور الرحابنة في تطوير الأغنية العربية , وكنت متابعا ً لوديع الصافي , وأرى أن الملحن لا بد أن يتابع الأغنية عموما ً بعيدا ً عن أية هوية ليعرف الجديد دائما ً .
*****