الموضوع: شتي ايلول
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2011, 10:56 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
مشرف عام
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
مشرف عام3 is on a distinguished road


 


سأخلع "نعليّ" قلقي

5-11-2011 السبت

مثل دخان السجائر ، احتل مطر تشرين تفاصيل الاشياء فجأة ؛ بصمات الأصابع ، مسامات الطريق ، دفء "بلايز" الصوف ، كتب العائدين من مدارسهم في اليوم الأخير ، ومثل معلم مناوب ، قرع جرس الصمت فوق المدينة ليعلن قدومه.. نقر مثل العصفور الزجاج العالي ، وركض لاهثا في "المزاريب" العطشى .. عطّر أحبال الغسيل بقارورة بللِه، رمى منشوراته المائية فوق الأرصفة ، توارى عن الأنظار..ومضى..

***

مثل دخان السجائر، بقيت رائحة مطر تشرين عالقة في ملابسنا ،نحبه ونهابه كعشاق مبتدئين، نختبئ خلف شبابيك الوقت ننتظر قدومه لنهرب ، نشتهي النار التي تنضج سكينتنا، ولسعة برد تأتي قبل موعدها ،ورقصة سرو على حافة السياج ،نذاكر معه منهاج الشتاء: رائحة الخبز، و فنجان القهوة..وفيروز التي تصحو من تخت الصيف ، لتغتسل "تحت شجر الشربين"...

**

مضى الليل وانا أراقب سطور تشرين الواصلة بين صفحتي السماء والأرض، اقرأ كل ما يكتب وما لا يكتب ، ما يسكب وما لا يسكب، شعرت كم انا ضعيف وسخيف ..خلعت "نعليّ" قلقي مثل مسافر متعب،وقررّت منذ تلك اللحظة ..أن أطفىء كل اجهزتي المضيئة "تلفون،لاب توب، منبّه، تلفزيون" ، و أسوي كل افكاري تحت جسدي كسرير، أتوسّد ذراعي وأنام في قاع قاع سفينة الوطن..فلن يفزعني صفير الريح ، ولن يقض مضجعي ، صرير الخشب كلما زادت الحمولة أو تصارع الطاقم او ارتفع الموج..ما دمت ملتصقاً في قاع الوطن..ولا يفصلني عن الغرق أو النجاة سوى طمأنينتي وضميري وأكفّ الله..

وهذا وشيٌ آخر من أنامل أحمد حسن الزعبي
يحرك فينا مكامن الدفء على أعتاب تشرينه القارس بالبوح الجميل

 

 

   

رد مع اقتباس