عرض مشاركة واحدة
قديم 10-27-2012, 02:39 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road

فن الكتابة الرياضية


 

الكتابة إن حضيت ببعض الحس الرفيع والذاىقة المجنحة إن أطرتها حيادية تامة وحوتها عين فاحصة فهي حتماً سوف تستنهض كوامن الجمال وتفتش عن الإبداع اياً كان مصدره وتجعل المتابعين للناقد والكاتب الرياضي يثقون كثيراً بما يكتب ويتلهفون لمقاله يومياً كان أم أسبوعياً
والأديب المبدع الدكتور : سعيد السريحي كتب مقالاً رياضياً ليت من تمرغوا في وحل التعصب يقرأونه ويقتفون بعض أثره :


د. سعيد السريحي

سجل نايف هزازي هدفا ظاهرا اهتزت له قلوب مشجعي الاتحاد، غير أنه سجل في الوقت نفسه هدفا آخر اهتزت له قلوب آخرين تمثل في تلك القبلة التي طبعها على خاتم الخطوبة في حركة رمزية أضافت للعبة كرة القدم ملمحا إنسانيا هي أحوج ما تكون إليه، خاصة حين لا يتبدى من الصراع حولها غير ملامح العنف وتوقعات النصر والهزيمة والتوعد بسحق الخصم على نحو تحولت معه مباريات كرة القدم إلى ساحة بديلة لحرب مضمرة وخصومات مستترة.
حين سجل نايف هزازى هدفه لم تكن تدور بخلده تلك الغصة التي سوف يتركها في قلوب مشجعي النادي الخصم، ولم يكن يبحث عن مجرد هدف جديد يضيفه لرصيده من الأهداف الدولية، كان يسكن خاطره تلك اللحظة طيف امرأة يعرف أنها تجلس أمام التلفاز مملوءة بالفخر به مسكونة بوعده لها أن يكون كما تتمنى له أن يكون متألقا ورائعا، ولذلك كانت قبلته على خاتم الخطوبة رسالة لها يؤكد فيها أن هذا الهدف لها حتى وإن هتف له مئات الآلاف من جماهير الكرة.
لست من المتحمسين لمتابعة كرة القدم وأغبط الأصدقاء الذين يمتلكون هذا الحماس وتمنيت يوما أن أكون مثلهم غير أني لم أستطع، لست من المتحمسين لكرة القدم لولا أني وقعت خلال المباراة بين ولد وحفيد من مجانين الكرة فتابعتها معهم، لم يلفت نظري كثيرا هدف الهزازي المعلن ولفت نظري هدفه الخفي الذي ترجمه بقبلة خاتم الخطوبة وتساءلت: ترى لو كان كل واحد منا يعرف أن وراءه أما أو أختا أو زوجة أو بنتا تتمنى له أن يكون متألقا ومخلصا في أدائه.. لو كل واحد منا استحضر من يحب خلال عمله، كم هدفا سوف يحقق؟.
لو كل واحد منا استحضر من يتابعونه خلال عمله فإنه قطعا لن يغش أو يزور أو يهمل أو يسرق أو ينصب أو يحتال أو يقصر في الأداء ويتهاون في العمل.
لو استحضر كل واحد منا «بلقيسه» لاكتشف أن في داخله روحا مثل تلك الروح التي تلبست نايف هزازي فتغلب على ارتفاع الحرارة المفاجئ وألم الركبة وسجل الهدف الذي حمل لمحبيه جميعا النصر وحمل لمتابعيه جميعهم معنى رسالة القبلة على خاتم الخطوبة.

جريدة عكاظ
24/10/2012م

 

 

   

رد مع اقتباس