الموضوع: من وحي الأحداث
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-26-2011, 07:19 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road

من وحي الأحداث


 


من وحي الأحداث
عباره عن إستعراض لبعض مقالات في الصميم من هنا وهناك
أو عبارات والتعليق عليها إن راق لكم ذلك .



أسئلة عملية القدس



ساطع نور الدين


عملية القدس محيرة. هي تأتي من خارج السياق، ولا تخضع لأي منطق. كأنها محاولة لاحتلال مكان في الاخبار، وجذب الانظار التي انصرفت كثيرا عن فلسطين وقضيتها وشعبها. لكنها لم تكن موفقة، ولن تكون سوى تدخل عبثي في مسار سياسي لا يمكن لأحد ان يوقفه، ولا تقدر حتى اسرائيل نفسها على ان تعطله او ان تحرفه عن وجهته.
ليس هذا هو وقتها. ذلك كان الانطباع العفوي الاول عن عملية القدس التي لم تستطع ان تنافس اخبار ليبيا او سوريا او اليمن، ولن تستطيع بأي حال من الاحوال ان تختبر موقف مصر ولا قيادتها الانتقالية ولا جدول اعمالها الملح الذي لا تقع فيه القدس على لائحة الاولويات، ولا ترد فيه غزة على سلم الاهتمامات، ولا تقع فيه رام الله على اي خريطة طريق مصرية.
لا يمكن الزعم انها كانت مجرد عملية لتنشيط الذاكرة الفلسطينية والعربية، التي سبق ان وضعت الفلسطينيين في دائرة النسيان وحددت شرطا موضوعيا محقا هو الوحدة الوطنية من اجل اعادة القضية الى دائرة الضوء. تفجير عبوة في القدس، لا يخدم هذا الغرض، ولا يساهم في اعادة توحيد تجميع الصف الفلسطيني حول خيار المقاومة، بل لعله يهدف فقط الى تخفيف الضغط عن القوتين المتنازعتين على الشرعية الفلسطينية، من قبل الشارع الذي استلهم الثورتين التونسية والمصرية وشرع في التظاهر من اجل انهاء الانقسام... لكنه تعرض للقمع المباشر من قبل حركة حماس في غزة، والزجر غير المباشر من قبل سلطة رام الله.
وكما لا يمكن القول انها وسيلة الفلسطينيين في اعلان ثورتهم الشعبية على نظامهم او نظاميهم البائسين، لا يمكن ادراج عملية القدس في سياق الثورات الشعبية العربية، ولا في خدمة اي من الشعوب الثائرة على حكامها. الاقرب الى الواقع انها عملية مشاغبة على تلك الثورات يمكن ان تثير حفيظة العالم المتحفظ اصلا تجاه ذلك المد الشعبي العربي وبرنامجه الاصلاحي والديموقراطي، وحضور الاسلاميين فيه. وهنا يجوز الادعاء ان العملية في هذه اللحظة بالذات تفيد الانظمة العربية التي لا تزال تزعم انها حارسة قضية فلسطين وشعبها، او انها تستعيدها هذه الايام على نحو ما يفعل العقيد معمر القذافي، اكثر مما تفيد معارضي تلك الانظمة الذين لم يرفعوا تلك القضية في شعاراتهم.
ثمة في الداخل الفلسطيني من يريد استدراج اسرائيل الى حرب جديدة على قطاع غزة، وربما ايضا على الضفة الغربية. والعدد القياسي من الصواريخ الذي انطلق من القطاع في الاسبوعين الماضيين، والذي ضاع في خضم الاحداث المصرية والليبية واليمنية، لم يكن له تفسير آخر. وقد رد عليه العدو بمجزرة الاطفال الخمسة في حي الشجاعية قبل يومين، وبالتلويح بمجازر اخرى لن تؤدي، مع الاسف الشديد، الى صرف الانظار العربية عما يجري في القاهرة وطرابلس وصنعاء، ولا الى احياء الاهتمام بالقضية التي لا تواجه فقط خطر النسيان.
اما الحرب، فلا يبدو ان اسرائيل تملك الآن حرية اتخاذ مثل هذا القرار الذي يتنافى مع كل ما يشهده العالم العربي.

 

 

   

رد مع اقتباس