عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2009, 12:48 AM   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو











أحمد بن فيصل غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
أحمد بن فيصل is on a distinguished road


 

بداية أسجل إعجابي الشديد بقصة بخيت والتي قرأتها من خلال حلقاتها المتتالية بكل استمتاع رغم ما حوته من مآسي ولعل السر في الاستمتاع يعود إلى الميل الفطري للنفس البشرية بعامة للاستماع للقصص وقراءتها لما تجد فيه من عبرة وموعظة وترويح عن النفس، وقد جاء القرآن الكريم ليؤكد صدق هذا الاعتقاد؛ فنجد في القرآن العديد من القصص، وفيه نجد في التفسير أن هذا القصص إنما ورد ليثبت به الله فؤاد النبي عليه الصلاة والسلام وموعظة وذكرى...
وبالنظر إلى القصة التي بين أيدينا أعني قصة بخيت فإنها تندرج وفق مقاييس القصة الأدبية تحت مسمى القصة القصيرة فهي تدور حول شخصية واحدة وهي شخصية بخيت فهو الشخصية المحورية في القصة رغم تعدد الشخصيات(حليمة، سالم، عوض...علي إلخ) وتتميز هذه القصة بالتركيز الشديد فرغم قدرة الكاتب على التوسع أفقياً في تصوير الأحداث إلا أنه لم يفعل إلا بما يخدم الشخصية الأساس في القصة فأصبح السؤال الذي يتبادر للذهن بعد كل جزء ترى ما حال بخيت؟!
وهذا أدى بنا إلى وحدة الانطباع حول المغزى من هذه القصة وهو أن سوء المعيشة ونكد الحياة ليس بالضرورة أن يكون سببا في عدم النجاح، ورغم أن القصة كما عشناها مع الكاتب تدور حول فكرة واحدة إلا أن براعة الكاتب استطاعت إيصال الفكرة بطريقة غير مباشرة وهذا ما يعطي القصة القابلية للقراءة لابتعادها عن التوجيه المباشر وميل النفس لعدم تقبل ذلك أعني التوجيه المباشر.
ورغم أن الكاتب يستقي أحداث القصة من الخيال إلا أننا كنا نتعامل مع القصة وكأنها جزء من الواقع وذلك لاستخدامه المفردات البيئية المحكاة ودمجها مع الفصيح ببراعة فائقة فمع كثرة المفردات اللغوية المهيأة للكاتب إلا أنه آثر أن يستخدم تلك اللغة التي عبّرتُ عنها باللغة المحكاة تجلى فيها حسن استخدام الكلمة وشرحها بما يناسب من مفردات العصر مما أبعد القصة في النهاية عن الغموض والإغراب بالنسبة للجيل الجديد الذي لم يستخدم تلك المفردات.
لقد صور الكاتب تتالي الأحداث بتناغم بين الزمان والمكان مما أعطى القصة بعدها الزمني المناسب والمقنع لللقارئ فنجد بخيت عند أخواله بعمره الزمني وعودته لديرته ثم سفره إلى مكة وإلى الخارج، في تنامٍ واقعي جذابٍ بعيدٍ عن الملل.
إن التساؤلات الواردة عقب كل حلقة من هذه القصة تؤكد أن الأحداث والشخصيات كانت طبيعية في سياق القصة مما جعلنا باعتبارنا متلقين نتأثر بشخصيات القصة ( وهذا ما دفع أحد القراء للتساؤل عن بعض الشخصيات بأسلوب تهكمي يدل على تشربه للأحداث ومحاولة توجيهها ومثال ذلك التساؤل من الريس عن الرصد علي....!!!)
لقد استطاع الكاتب أن يجعلنا نعقد ألفة وصداقة وترقب مع شخصية القصة الرئيسة أعني بخيت فأصبحنا نتساءل دوما وماذا فعل بخيت وماذا سيفعل وهكذا
كنت أود أن أتحدث بإسهاب عن العناصر الفنية لهذه القصة من حيث الصراع والعقدة والحل والزمان والمكان لكن خوف إملال القارئ وعدم مناسبة المكان جعلني أكتفي بما سبق
وفي انتظار القادم يا أبا عبدالله

 

 

   

رد مع اقتباس