عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-2010, 10:20 PM   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم كعشر
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالرحيم كعشر غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 13
عبدالرحيم كعشر is on a distinguished road


 

,’

لقد سافرت الى الرياض في شهر جماد أول 1378 هـ , مع أخي سعد بن علي دوبح رحمه الله تعالى
بسيارته الحمالي وذلك من الطائف حيث كان أخي علي بن كعشر ووالدتي رحمهما الله وزوجته وولده وابنته
يقيمون بها وكان يملك قلاب بالتحميل عليه يومياً .. وسائل البناء من بطحاء وخرسانه واسمنت وما الى ذلك
كان سفرنا للرياض في يوم ممطر مما دعا أخي سعد الى نشر الشراع الخاص بالسياره على البضاعة
اللتي تحملها السيارة وكذلك الركاب واستغرقت الرحلة من الطائف للرياض 4 ايام كان الخط غير ممهد
وعبارة عن مجموعة خطوط وكل سائق يقوم بفتح الخط حسب براعته وقوة سيارته وكان أكثرها تربتها من الرمال الحمراء
الناعمة ذات الشكل السكري خاصة فيما يتعلق بالطريق من بعد بلدة عفيف والى قريبة من الرياض وكان الخط في طوله يتجاوز الألف كيلو متر .. من الطائف الى الرياض
كان عمري يتجاوز السابعة عشر سنة وكنا نحن الركاب نعتزب كل خمسة الى 10 ركاب وقت وجبات الأكل وبعض الأحيان ننضم الى البعض حسب مايراه سائق السيارة وتقتضيه المصلحة .
وطبعا كنت بكل تأكيد بعزبة أخي سعد كان السفر والتنقل من الطائف الى الرياض وبالخطوط البدائية غاية في الصعوبة
والعنااااء ..
لكثرة البطناج والمطبات والرمال لكني لم أشعر بذلك كوني شابا يافعا ولا أعرف التعب مثلي مثل بقية شباب تلك الفتره
وكان اخي سعد يعطف علي ويحاول تلبية طلبي دون أن أشعر تلك كانت ميزة تميز تلك الأجيال من شيمة للأقارب
والجماعة والقبيله ..
أما الأجرة للراكب فكانت 10 ريال من الطائف للرياض وطبعا أنا لم أدفع لا قرشا ولاريال نظرا لكوني تحت كفالة اخي سعد في كل شيء .
وهذا معروف عنه رحمه الله من الشيمة والمروة للجماعة والقبيله والأقارب .
فرحمه الله رحمة واسعة
وعند وصولنا الى الرياض وعن طريق مرات والدرعية كانت الرياض مدينة عذراء لكنها كانت تتمتع ببداية التحضر
سواء في الشوارع أو الأبنية وقد قابلتنا قصور في أول الرياض من جهة الدرعية تسمى الناصرية وهي خاصة بالأسرة المالكة ومن شارع المعذر والخزان وصولا الى شارع الوزارات ومن ثّم الى برحة الغرابي وهناك تقف كل السيارات القادمة
من المملكة الى الرياض من جميع المناطق..
وفي ذلك المكان ينزل الركاب منهين رحلتهم الى الرياض .
أما أنا وأخي سعد فقد نزلنا بقهوة تابعة لأحد أبناء العم الزهارين وفي برحة الغرابي حيث ينزل ويحط بها السائقون
والحماليات من الحجاز والجنوب وكان بجوار تلك القهوة قهوة اخرى تسمة مقهى الحجاز كان يرتاد هذه القهوة كل من يرغب
في شرب الشيشة أو الدخان ذلك أنها منزوية وتملك أماكن بعيدة عن رجال الدين والهيئة والويل ثم الويل لمن ينكشف ستره وشرب الشيشة أو الدخان
أما أنا فلم أشرب الدخان الا مع رفاقتي من اولاد الديرة وذلك من بقايا سجاير نجدها بالأزقه وقريبا من البيوت
واللتي كان يرميها بعض المدخنين من الجماعة .
وكان التدخين في ذلك الوقت يعني الرجولة , حسب معرفتنا وكانت الرياض تمتد من الوسط الى الملز والمطار القديم
والمعذر وطبعا الديرة وحلة العبيد وعتيقة .
اللتي بها قصر ومزرعة سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز حفظه الله .
ذلك القصر كان يعمل به من الجماعة رمزي بن عبد الغني , وصالح بن يحيى العجمة " بن قسقس " رحمهم الله تعالى !
ومن ثّم الشميسي ومن الشرق كان شارع الببسي وشارع الريل الذي يؤدي الى طريق الخرج ..
نعم عملت قبل الألتحاق بالمعهد الصحي مجبرا أخاك لابطر ذلك أنني وصلت الرياض ولم يكن لديّ لا حفيظة نفوس
ولا الشهادة الإبتدائية .
كان لدي فقط جبة أو عباءة لتدفئتي من البرد قامت بصنعها لي والدتي رحمها الله تعالى .
وأقسم بالله لو أجد الآن تلك الجبة لأشتريها بأغلى ثمن .. حيث تمثل لي من الذكريات ورائحة والدتي الحبيبة رحمها الله تعالى !
كانت قد قامت بصنعها لي ْ حينما كانت تسكن بالديرة .
وقد بقيت بالرياض أكثر من شهر نصف عاطلا كان اخي سعد رحمه الله قد أوصى ذلك الزهراني صاحب المقهى
بإعطائي طلباتي من نقود وكنت املك 30 ريال لاغير أعطتني اياها والدتي حين سفري من الطائف الى الرياض
وقد قمت بصرفها بواقع ريال الى نصف ريال يوميا .
كانت الأسعار رخيصة وأيضا أعيش منها بالكفاف .
ولكن حينما أوشكت على الإفلاس أو قريبا من ذلك قمت بعرض تلك الجبة بمبلغ 35 ريال وكانت تسوى قيمتها بالديرة
أكثر من 80 ريال .
وبعتها للحاجة الملحة كنت في بعض الفترات من اليوم .. اتمشى وأتنقل دوما بالشارع العام وبالقيصرية بالبطحاء
وفي يوم من الأيام وأنا أمشي بجوار مبنى وجدت أمامه وبجانب الباب الرئيسي بحي البطحاء ميزان مرتفع مايقرب من متر ونصف
أمام تلك البوابة ويعلوها لوحة مكتوب عليها فندق النصر ويملكه رجل قريب من رشاد فرعون الذي كان مستشارا بالحكومة
ثم وزيرا للصحة فيما بعد ..!
كان دكتورا ولم يكن في السعودية وبالرياض دكتورا يحمل ذلك المؤهل .
هذا الرجل الذي يقرب للدكتور رشاد فرعون يسمى نصرة فرعون وهو من السوريين الذين لجأؤا الى المملكة
واستقبلتهم وضمتهم الحكومة الى مؤسساتها في بدايات النهضة السعودية المباركة .
شاهدت ورقة على ذلك الميزان يطلب فيها الفندق مستخدمين وفراشين فقمت بالدخول الى ذلك الفندق وقابلت المدير
وهو صاحب الفندق الدعو نصرة فرعون حقق الرجل بنظراته في شخصيتي وقال يا ابني هل انت سعودي ..؟
أجبته نعم فقال هل لديك حفيظة نفوس أجبته بالنفي .. فقال أنت لاتصلح لهذه المهنة ..!
لصغر سنك ولعدم وجود حفيظة لديك .., هذي المهنه يا ابني تحتاج الى رجل كبير في السن يزيد عن العشرين سنة
فأجبته ملحاً : أنني أستطيع أقوم بمثل هذه الخدمة !
فقال : أذهب اذن واحضر حفيظة نفوس لك وطبعا كان يريد أن يتخلص مني بكل تأكيد !
ذهبت من عنده وأنا منكسر الخاطر لكن كنت متفائلا وأعتقد أنني أصلح موظفا مستخدما بهذا الفندق أو غيره لكن في ذلك الوقت ماباليد حيلة .
سألت بعض العاملين بالفندق وهم من العدنيين والحضارم والفلسطينين فاأفادوني بأن أذهب الى الجوازات والجنسية
لإستخراجها .
قمت بالذهاب الى تلك الجوازات وهي تقع بالديرة حارة بوسط الرياض وسألت عن طلبي وبالصدفة وجدت سعد بن قاز
وهو من قرية عرية وموظفا بتلك الدائرة وسلمت عليه وعرفته بنفسي ثم عرفني وقال عليك تقديم معروض واحضار صور شخصية
ثم راجعني بعد هذه الطلبات لأقوم بما يجب تجاهك .

ملاحظة " سأكمل الجواب القادم في وقت لاحق ان شاء الله يا ابا فارس .

 

 
























التوقيع

ليسَ الغريبُ غريبَ الشآمِ واليمنِ .. إنَّ الغريبَ غريبْ اللحدْ والكفَنِ


   

رد مع اقتباس