عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2010, 05:52 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road

المشتاقون إلى الله


 




إن العبادة الحقة هي التي يكون صاحبها بين الخوف والرجاء قال سبحانه :

أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ

وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا


(57) سورة الإسراء

كما قال في وصف هؤلاء المشتاقين إلى الله :

أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ

قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ


(9)سورة : الزمر

فالمشتاقون إلى الله تعالى هم الذين تكون حياتهم بين الرغبة والرهبة

كما قال تعالى في آل زكريا عليهم السلام :

إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ

(90) سورة : الأنبياء

فالعبد الصالح تارة يمده الرجاء والرغبة ،

فيكاد يطير شوقاً إلى الله ، وطوراً يقبضه الخوف والرهبة

فيكاد أن يذوب من خشية الله تعالى ،

فهو دائب في طلب مرضاة ربه مقبل عليه خائف من عقوباته ،

ملتجئ منه إليه ، عائذ به منه ، راغب فيما لديه .

قال الشاعر:

خف الله وارجوه لكلِّ عظيمةٍ = ولا تطع النَّفس الّلجوج فتندما
وكن بين هاتين من الخوف والرَّجا = وأبشر بعفو الله إن كنت مسلما

ولقد ضرب الأنبياء الكرام مثلاً طيبا في حسن الشوق إلى الله تعالى ,

فها هو نبي الله موسى عليه السلام حين قال لله :

{ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ }

( الأعراف 143 ) ،

يطلب النظر إلى الله شوقاً إلى الله عز وجل لا شكاً في وجوده ,

ويدل عليه سؤال الله له وما تلك بيمينك, قال تعالى

" وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17)

قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18)

سورة : طه

قال المفسرون : وقد كان يكفى موسى - عليه السلام - في الجواب أن يقول : هي عصاي ،

ولكنه أضاف إلى ذلك أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي.

لأن المقام يستدعى البسط والإطالة في الكلام ،

إذ هو مقام حديث العبد مع خالقه ، والحبيب مع حبيبه .


راجع: التفسير الوسيط 1/2818.

قال ابن القيم :

أنا الفقير إلى رب البريات = أنا المسكين في مجموع حالاتي
أنا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي = والخير إن يأتنا من عنده يأتي
لا أستطيع لنفسي جلب منفعة = ولا عن النفس لي دفع المضرات

 

 

   

رد مع اقتباس