عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2008, 10:33 AM   رقم المشاركة : 1
لا تسخر مني ...ولا...أسخر منك...!!!!


 

تفسير قوله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }الحجرات11
من تفسير الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله (تيسير الكريم الرحمن )ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من حقوق المؤمنين ، بعضهم على بعض ، أن ﴿ لايسخر قوم من قوم ﴾ بكل كلام ، وقول ، وفعل دال على تحقير الأخ المسلم ، فإن ذلك حرام ، لايجوز وهو داخل على إعجاب الساخر بنفسه .
وعسى أن يكون المسخور به خيراً من الساخر ، وهو الغالب والواقع .
فإن السخرية ، لاتقع إلا من قلب ممتلئ من مساوئ الأخلاق ، متحل بكل خلق ذميم ، متخل من كل خلق كريم ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم(( بحسب امرئ من الشر ، أن يحقر أخاه المسلم )) .
ثم قال ﴿ ولاتلمزو أنفسكم ﴾ أي : لايعب بعضكم على بعض .
واللمز : بالقول ، والهمز : بالفعل ، وكلاهما منهي عنه حرام ، متوعد عليه بالنار .
كما قال تعالى : ﴿ ويل لكل همزة لمزة ﴾ الآية .
وسمى الأخ المسلم نفساً لأخيه ، لأن المؤمنين ينبغي أن يكون هذا حالهـم كالجســـد الواحد .
ولأنه إذا همز غيره ، أوجب للغير أن يهمزة ، فيكون هو المتسبب لذلك .
﴿ ولا تنابزوا بالألقاب ﴾ أي : لايعير أحدكم أخاه ، ويلقبه بلقب يكره أن يقال فيه، وهذا هو التنابز .
وأما الألقاب غير المذمومة ، فلا تدخل في هذا .
﴿ بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ﴾ أي بئسما تبدلتم عن الإيمان والعمل بشرائعه ،
ومايقتضيه ، بالإعراض عن أوامره ونواهيه ، باسم الفسوق والعصيان ، الذي هو التنابز بالألقاب .
﴿ ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ﴾ وهذا هو الواجب على العبد ، أن يتوب إلى الله تعالى ، ويخرج من حق أخيه المسلم ، باستحلاله ، والاسغفار ، والمدح مقابلة على ذمه .
﴿ ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ﴾ فالناس قسمان : ظالم لنفسه غير تائب ، وتائب مفلح ، ولاثم غيرهما .

 

 
























التوقيع

،



..



   

رد مع اقتباس