عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-2009, 04:14 AM   رقم المشاركة : 2

 

مصيبة سيول جدة {لما طغا الماء}

الشيخ / محمد صالح المنجد

تكملة
ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا
ولا شك أن أجر إنقاذ المسلم من الغرق عظيم ، فهو إحياء للنفس البشرية من الهلاك كما قال تعالى : {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا}.
(ومن أحياها) أي اهتم باستنقاذها والذب عنها من الهلاك فكأنما أحيى الناس جميعا.
إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ :
رجل من باكستان يبلغ من العمر 27 عاما أنقذ 14 نفسا واحدا تلو الآخر حتى أصيب بعمود في ساقه، فأدركه الغرق جراء هذه الإصابة .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ ).
قِيلَ : وَمَا عَسَلُهُ ؟
قَالَ : ( يَفْتَحُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ) أحمد (17330) صححه الألباني.
فشبه ما رزقه الله من العمل الصالح قبل الموت بالعسل الذي هو الطعام الصالح الذي يحلو به كل شيء.
وبعض العمال الذين كانوا مصدرا للسخرية والاحتقار والتندر عند بعض الناس -هداهم الله- كانوا سببا في إنقاذ عدد من النفوس، لاسيما بعض العمال الذين تكثر في بلادهم السيول والفيضانات
الكارثة تكشف.
• الكارثة كشفت قلة أمانة بعض المقاولين ، وضعف خبرة بعض المهندسين .
• والرخص المزيفة لسلامة المباني وسلامة تجهيزاتها المستخرجة بالمعارف والواسطة السيئة ....
• وعورات الأنظمة البشرية ، وضعف الإمكانات المادية وأن قوة البشر مهما بلغت فلا تقف أمام قوة الله
تقديم ما يمكن من صور المواساة والتعزية والتصبير .
وهذا أمر متيسر عبر وسائل الاتصال والتقنية الحديثة من هواتف وشبكة معلوماتية، ومن هذه الإعانات عن بعد :
*فتح منتديات مخصصة للمشاركة بالأفكار والمقترحات والتجارب لتجاوز هذه الأزمة .
*مشاركة أصحاب الخبرة لاسيما أصحاب التخصصات العلمية ذات الصلة فيما هو موجود من منتديات أو مجموعات على المواقع الشعبية كالفيس بوك وغيره .
*نقل بعض التجارب الناجحة في كيفية التعامل مع أخطار السيول، وترجمة بعض ما هو موجود بلغات أجنبية من هذه التوجيهات .
*إعداد برامج تأهيل نفسية للمصابين تجمع بين التوجيهات الشرعية والتجارب الإنسانية في هذا المجال، وابتكار أفكار للمواساة، وتتميم بعض الأفكار وتسديدها.
وعلى طلبة العلم مساهمات وأدوار.
فمن ذلك :
* جمع أدلة الوحي التي فيها التثبيت والعزاء لأهل المصائب ونشرها بينهم عبر الشبكة المعلوماتية .
* تحرير بعض المقالات والرسائل البليغة التي يكون فيها تخفيف من المصيبة .
* نشر الأحكام الشرعية المتعلقة بالكوارث كأحكام اللقطة والضمان والعقود بين المحتاجين لمعرفتها.
* جمع الاستفتاءات عن نوازل الكوارث المعاصرة وعرضها على المشايخ وطلبة العلم لبيان حكمها ثم السعي لنشرها.
* فتح مواضيع وتكوين ورش علمية في المنتديات الشرعية المتميزة من أجل طرح وتباحث المسائل الفقهية المتعلقة بالكوارث .
* استثمار الأزمة بتذكير الناس بالله وتوجيههم للاستغفار والدعاء والتضرع ، والبعد عما يسخط الله .
* بحث ما يتعلق بالكارثة من المسائل :
أحكام شرعية متعلقة بالكارثة:
1- إنقاذ الغريق من الواجبات: فإغاثة الغريق والعمل على إنجائه من الغرق واجب على كل مسلم متى استطاع ذلك، بل يجب قطع الصلاة ولو كانت فريضة لإغاثة الغريق إذا قدر على ذلك.
2- تسقط في مثل هذه الكوارث عدد من المحرمات، كلمس المرأة الأجنبية للضرورة وإنقاذ حياتها مع مراعاة الحرمات وستر العورات، في الأحياء والأموات من النساء وغيرهم.
3- الغريق يغسل إن أمكن تغسيله ، ويكفن ، ويصلى عليه ، كأي ميت آخر .
4- المفقود: هو من انقطع خبره، ولم تُعلم حياته من مماته ، يُتربص به مدة بحيث يغلب على الظن رجوعه لو كان حياً ثم يحكم بموته بعد انتهائها إذا لم يظهر له أثر، وإذا تمت مدة التربص تبتدئ الأحكام المترتبة على الوفاة من ابتداء عدة الوفاة وأحكام الميراث .
5- كل ما فقد من جراء هذه السيول من الممتلكات فإنه يجري عليه شرعا حكم اللقطة سواء كان من الممتلكات التي ضاعت عن أصحابها: جوالات ، ساعات...أو أشياء تركوها عمدا لعدم قدرتهم على الجمع بين حملها والنجاة بأنفسهم ، أو سيارات ومعدات ثقيلة جرفها السيل أو حيوانات وبهائم ..
فهذه تأخذ حكم اللقطة ، فالشيء اليسير الذي لا تتبعه همة أوساط الناس، كالقلم الرخيص، والمبلغ اليسير ، فهذا يملكه من وجده ولا يحتاج إلى تعريف.
وما عدا ذلك من الأموال مما تتبعه همة أوساط الناس فيجب على من وجدها أن يحفظها ويقوم بتعريفها في الأسواق ومجامع الناس والجرائد سنة كاملة ، فإن لم يأت صاحبها فهي ملك له بشرط أن يضمنها لصاحبها متى جاء .
ويمكن مع كثرة هذه المفقودات أن تنشأ عنها فكرة إنشاء مستودعات عامة تستقبل هذه المفقودات لتقوم بإعادتها إلى أصحابها وفق الرؤية الشرعية .
6- طين الشوارع إذا لم يظهر به أثر النجاسة فهو طاهر وإن تيقن أن النجاسة فيه فهذا يعفى عن يسيره.
7-الوحل مع وجود المشقة عذر يبيح الجمع بين الظهر والعصر ، والمغرب والعشاء.
8- باقي مبلغ الأجرة السنوية المدفوعة مقدما للبيوت التي هدمها السيل ، اتفق الفقهاء على أنه إن تلفت العين المستأجرة انفسخت الإجارة ، وعلى المستأجر أجرة ما سبق من المدة فقط، ويعاد له ما زاد عن ذلك .
9- الكذب والخداع لأخذ التعويضات من أكل المال بالباطل ، فمن لم يصبه ضرر من هذه الأمطار، فلا حق له في الإعانة ، ودعواه الضرر مع عدم حصوله كذب محرم، وعلامة من علامات النفاق ، وأكل للمال بالباطل.
10- يجوز تعجيل زكاة العام القادم وحسابها بالتقدير والاجتهاد من أجل حاجة الناس في هذه الكارثة
من المهام والواجبات في كارثة السيول :
• الإعانة في البحث عن المفقودين.
• استخراج الجثث لتغسيلها وتكفينها والصلاة عليها ودفنها.
• إطعام المحتاجين.
• المواساة والتعزية والتصبير.
• حماية الممتلكات.
• نقل المصابين.
• كسوة المحتاجين
• تهنئة الناجين.
• تعريف الملتقطات وحفظها.
• معالجة القلق وتسكين الفزع.
• التوبة والاستغفار.
• الأذكار والأدعية المناسبة كدعاء المصيبة، ودعاء الاستصحاء وهو: " اللهم حوالينا ولا علينا".
• رعاية الأولاد الذين فقدوا أهاليهم .
• جمع الإثباتات والأوراق الرسمية وتسليمها للجهات المختصة .
• تقديم الأهم فالمهم عند الإنقاذ فلا ينقذ المال قبل العيال.
• من حقوق الجيران حفظ ممتلكات الناس بعضهم لبعض.
• اتخذ الاحتياطات من غير مبالغة.
• مراجعة الحسابات الشرعية والدنيوية.
• تعلم الإسعافات الأولية ومعرفة كيفية الحماية والإنقاذ.
• لجان من الأقارب لتفقد أحوال من أصابتهم الكارثة من الأسرة.
• لجان في الحي لتفقد أحوال الجيران وإحياء دور مراكز الأحياء.
• غرس معاني الإعانة في نفوس الشباب.
• الاستفادة من الحدث بالتخطيط المستقبلي والتنظيم وحسن الإدارة .
• تحديد ما هي الاحتياجات، مع تسليمها للجهات التي تحسن توزيعها : بطانيات ، أطعمة ، ملابس ، لحف ، سجاد ، ثلاجات ، مخدات ، فرش، حليب أطفال ، حفائظ أطفال، ثياب رجالية ونسائية، أدوية ...
• حصر الأوبئة التي يمكن أن تنتج وحسن الاستعداد لها : إذ إن ما خلفته مياه الأمطار من برك راكدة حول التجمعات السكانية بدون تصريف ستصبح موطناً خصباً لتكاثر البعوض، وانتشار الأوبئة والأمراض الوبائية، كالملاريا، والإسهالات، وحمى الضنك ، والعياذ بالله .
• من أعمال المحسنين وهي كثيرة تدل على أن الأمة فيها خير كثير :
- تقديم شقق مفروشة مجانا ..
- تقديم سيارات دفع رباعي للوصول إلى المناطق المنكوبة ...
- ذبائح للإطعام ومطابخ لتقديم الوجبات ..
- تجار قدموا أدوية وملابس مجانا
- أحدهم يُسخِّر نفسه لجمع المصاحف والكتب الدينية من أنقاض المساجد والبيوت.
دور للمجتمع:
• على كل مسلم أن ينهض بواجبه الشرعي تجاه إخوانه المتضررين ولا سيما الميسورون وأصحاب التخصصات فهؤلاء عليهم أن يزكوا علمهم ويبذلوا النصيحة لإخوانهم.
فالخطباء والدعاة بتخفيف المصاب وإرشاد الناس إلى الأسباب الشرعية لتلك الكوارث وكيفية تجاوز الأزمة
والتجار بالتبرع بأموالهم.
وأصحاب المعدات بالمساعدة في انتشال السيارات ورفع الأنقاض وتنظيف الممرات ..
والمهندسون والمقاولون ببذل النصح فيما يتعلق بالأبنية وصلاحيتها وموضع البناء..
والخبراء في تقييم الوضع ، هل يحتمل الأمر رجوع الناس إلى بيوتهم أو أن الوضع ما يزال خطيرا..
• التفاعل الالكتروني.. من خلال التجمعات السلمية الواعية للتعاون مع الضحايا وحفظ حقوقهم ونقل أخبارهم والإعلان عن مفقوديهم .
اللهم اغفر لموتى المسلمين وتقبلهم شهداء عندك يارب العالمين ، واجبر مصاب المكلومين واشف المرضى والمصابين وسكّن فزع الخائفين وعوّض من أصيب في ماله يا خير الرازقين
إنك خير حافظا وأنت أرحم الراحمين

المصدر :http://alimam.ws/ref/2018

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس