الموضوع: الســعـــادة
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-2009, 03:37 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 


سر السعادة

إن سرَّ السعادة هو سكينة واطمئنان القلب ،

مما يؤدى إلى استمتاع الانسان بحياته رغم مروره بالشدائد والنكبات .

إنه السرُّ الذى باح به الإمام ابن القيم ، فقال :

(( فى القلب شعثٌ لا يلمه إلا الإقبال على الله ، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأُنس بالله ،

وفيه حُزن لا يُذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته ، وفيه قلق لا يُسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار إليه ،

وفيه نيران حسراتٌ لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ،

ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ، وفيه فاقة لا يسدّها إلا محبته والانابة إليه ،

ودوام ذكره ، وصدق الإخلاص له ، ولو أُعطى الدنيا وما فيها ، لم تُسدّ تلك الفاقة أبداً
)) .

إنها الصلة الربانية ، صلة الأرض بالسماء ، تجعل الانسان يعيش سعيداً ومطمئناً .

إنه السرُّ الذى جعل الإمام أحمد بن حنبلٍ يعيش سعيداً ومطمئناً ، مع أن ثوبه مرقّع ، ويخيطه بيده ،

ويسكن فى ثلاث غرفٍ من طين ، ولا يجد إلا كسرات الخبز مع الزيت ،

وبقى حذاؤه - كما قال المترجمون - عنده سبع عشرة سنه ،

يرقعه ويخيطه ،

ويأكل اللحم فى الشهر مرة .. إنه بمقياس أهل الدنيا الآن :

مسكين وحزين وتعيس .

ولكن لا يعلم هؤلاء أن السعادة الداخلية والرضا الداخلى لا يشعر به أحد غير صاحبه ،

لأنه بالداخل فى الأعماق ، ولأنه موصول بالله ،

فهى الروح التى تنبض للحياة بالحركة ،

والنور الذى يشع للإنسان طريقه ، إنه السرُّ فى صناعة النجاح ..

وفى الحديث (( إذا أحبّ الله تعالى العبد ، نادى جبريل :

إن الله تعالى يحبّ فلاناً فأحبّه ، فيحبّه جبريل ، فينادى فى أهل السماء :

إن الله تعالى يحبّ فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ،

ثم يوضع له القبول فى الأرض
))

متفق عليه : رواه البخارى

 

 

   

رد مع اقتباس