الموضوع: مقال اليوم...
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-18-2009, 09:26 AM   رقم المشاركة : 9

 







سنة الخوف

سامي عبد العزيز العثمان


أصبحت أنفلونزا الخنازير
وعلى الأقل من الناحية النفسية شأنها شأن الكوارث الوبائية التي ضربت المنطقة ،
مثل سنة الطاعون وسنة الجدري وسنة الكوليرا وغيرها من الأوبئة،
إلا أن أنفلونزا الخنازير ربما تدخل موسوعة جينس لضربها الرقم القياسي في إثارة الهلع والخوف وتجاوزها جميع الأوبئة التي أصابت المنطقة كونها اشد فتكا وأكثر قسوة فضلا عن أن نهايتها الموت لا محالة، من هذا المنطلق وهذا المفهوم الذي ساقه ودعمه الإعلام المؤدلج والذي نجح وبكل امتياز في إثارة هذه الفوضى الخلاقة مستغلا وبالدرجة الأولى انصياعنا التام لما يقذف به علينا من معلومات وأخبار وتقارير حتى نشرات الطقس والأحوال الجوية لم تسلم من نشرها لأنفلونزا الخنازير،حتى أن المتلقي أصبح ينظر للمسألة على أنها مسألة حياة أو موت وان هذا الوباء سينال منه إن عاجلا أو آجلا وسيهلك هذا الوباء الأرض والحرث والنسل، وليس هناك من ملاذ سوى التطعيم بالمصل المضاد لهذا المرض وبناء على ذلك يجب أن يتم تعطيل الحياة بإقفالنا للمدارس والجامعات وإغلاق المطارات والمساجد والتقوقع داخل منازلنا وبعد اخذ المصل والذي جلب كل هذه الفوبيا المصطنعة والتي استفاد من تأجيجها العديد من الجهات خاصة شركات الأدوية والتي عوضت فترة الكساد التي عصفت بها خلال هذا العام نتيجة للازمة المالية العالمية والتي من نتائجها هذه الكارثة التي حلت بنا، ناهيك أن الإعلام المؤدلج ركز ولا يزال على ضحايا هذا الوباء والذين توفاهم الله مستغلين جهلنا كون هذا المرض وبعد إرادة الله سبحانه وتعالى يقضي على قليلي المناعة، وبالمقابل لم يجيئوا على ذكر الذين تعافوا وسلموا من هذا المرض وهم كثر.
ويبقى أن أقول أيها السادة وتأكيدا على أن القضية في أساسها وكما ذكرت تم تسييسها لصالح عدة جهات مستفيدة من هذا الأمر ومنها شركات الأدوية، إن المصلين والمعتمرين الذين وفدوا من كل حدب وصوب من أنحاء العالم الإسلامي والذين فاقوا الثلاثة ملايين شخص أدوا مناسكهم واعتكفوا في الحرم المكي الشريف طوال العشر الأواخر ولم تسجل أي حالات تذكر، كما إنني أشفق وبشدة على نفسي والآخرين ونحن نستقبل فصل الشتاء والذي حل ضيفا ثقيلا علينا هذا العام حيث يستضيف معه هذا العام شبحا مخيفا ورهيبا ربما يدعونا للسفر على أول رحلة مغادرة لشرق آسيا أو للهند والتي تنعم بأجواء دافئة طوال العام من شأنها القضاء على هذا الوباء الذي تقتله الأجواء الدافئة وهذا حسب ما تقوله وكالة قالوا وقلنا.


ســهـ نجم ـــيل

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس