عرض مشاركة واحدة
قديم 06-19-2011, 01:49 AM   رقم المشاركة : 2

 

يتبع تكملة الموضوع :

متحف ستالين
زرنا مدينة ( قوري ) التي تستمد شهرتها من كونها المدينة التي ولد بها استالين وعاش بها طفولته وهو الحاكم الثاني بعد الثورة على حكم القيصر حيث أقيم بأحد المباني الحكومية السابقة متحفا خاصا بجوار منزله الشعبي والمنزل غطي بهيكل إنشائي لكي تتم المحافظة عليه .. ويتكون المنزل من غرفتين مبنية من الحجر مع بلكونة وجزء من بدروم أرضي قيل أنه مطبخ ..بجوار مبنى المتحف عربة قطار مدرعة ضد الرصاص والقذائف خاصة لإستالين بها كل احتياجاته الإدارية والشخصية لإدارة الدولة أو متابعة المعارك
أما المتحف فيحتوي على مكتبه الشخصي وتلفونه وأدوات مكتبية خاصة إضافة إلى بعض القطع التي كان يستخدمها منها مجموعة من الغلايين وبدلة عسكرية وأكواب الشاي وصور له ولوالدته وزوجته وأشياء أخرى .. أهمها شهادته في الثانوية العامة متوجة بالدرجة النهائية التي حصل عليها في المواد الدراسية قبل مائة عام تقريبا من هذا التاريخ .. وفي قسم آخر صور للمعارك التي خاضها الجيش الروسي بقيادته ضد الألمان









بالنسبة لحياته السياسية فبعد وصوله للسلطة استبدل الانتماء الديني إلى الانتماء الشيوعي وهدم الكنائس ودور العبادة وقام بتطبيق النظام الزراعي التعاوني على المزارعين بقوة السلاح وهجر أكثر من مليون ونصف إلى سيبريا حتى يحقق بعض التوازنات العرقية وسجن الآلاف كما ذهب ضحية أفكاره ملايين البشر الذين قتلهم بسبب معارضتهم لسياسته أو لكي يتخلص من منافسيه لمجرد الشك في نواياهم .. أما في المجال العسكري فقد دخل الحرب العالمية الثانية لمواجهة هتلر وخسر في البداية أكثر من عشرين مليون قتيل ولم يهتز له رمش .. وفي النهاية أنهى المعركة لصالحه ودخل برلين منتصرا عام 1945 أعقبها بالاستيلاء على عشرات الدول المحيطة به والتي أشرنا إليها سابقا كما ضم منظومة أخرى من الدول الأخرى التي تدور تحت فلكه حتى أصبح الإتحاد السوفيتي دولة عظمى تنافس الولايات المتحدة الأمريكية إلى وقت الإنهيار التام عام 1991- توفي إستالين عام 1953-
مواقع أخرى
زرنا مدن وبلدات صغيرة ومواقع تاريخية أثناء اتجاهنا للحدود الروسية.. مما يلفت النظر الطبيعة الخضراء والغابات والأنهار والسدود التي تستغل من أجل الطاقة الكهربائية ( أنظر الصور ) المدن في مجملها لا تزال تحمل الطابع التقليدي في البناء الذي يتوافق مع طبيعة المناطق الثلجية والمطيرة ولا تكد تشاهد أي مظهر من المظاهر الحضارية المتقدمة في الدول الغربية كل ما هنالك الأساسيات من البنية التحتية القديمة





من أشهر المواقع :
مدن الكهوف ..
وهي مدن متكاملة بأسواقها وخدماتها وكنائسها بنيت قبل مئات السنين على شكل كهوف في الجبال ومن المؤكد أن النواحي الأمنية لها دور في بناء مدينة بهذه الطريقة
بالقرب من الحدود الروسية هناك موقع للتزلج وفق الرياضة الشتوية أثناء زيارتنا له لم يكن هناك تشغيل للموقع لكنها كانت فرصة لمشاهدة الثلج عن قرب والمشي عليه وملاحظة التلال الثلجية وعملية البداية الفعلية لتحول الثلوج إلى أنهار في هذا المكان تبرعت روسيا بعمل نصب تذكاري هدية لجورجيا يمثل مسار الحضارة الجورجية ولأنه غير مهم كما يبدو لذا لم أتعب نفسي في البحث عن تفاصيل الرموز التي يحتويها المجسم







أجمل ما في هذا الموقع الفندق الصغير الذي سكنا به حيث يشرف على قمم الجبال الثلجية .. إلا أن الموقع الذي توجهنا إليه فيما بعد كان بعيد نسبيا ( مائة كيلومتر ) مرورا بمنحدرات وأنفاق رديئة الشكل والتصميم بناها الإتحاد السوفيتي منذ زمن الستينات من أجل نقل القوات العسكرية الآن الطريق وضعه سيء يزيد من رداءته تساقط الثلوج والأمطار .. وصلنا في النهاية إلى بوابة عسكرية على حدود روسيا يحرس المدخل عسكريون روس يحملون الرشاشات .. عندما ذهبت إليهم القائدة كي تستأذنهم بالتصوير وافق العسكري لكن عندما بدأ بعضنا يصور .. غير العسكري رأيه وطردنا والحمد لله كان الطرد شفويا ولم يكن بلغة الرشاش .. مع يقيني التام أنه لو استخدم ما على كتفه لن يجد من يسأله أو يحاسبه .. ومن الذي يستطيع من البشر أن يحاسب الروس على أفعالهم

عدنا من الحدود الروسية التي ليس بها شيء يستاهل الزيارة عدا المناظر الطبيعية والثلجية بالطريق .. لكن عرفنا المقصد فيما بعد وهو أن المنطقة لا يوجد بها مطاعم .. وكان بالقرب من ذلك الموقع قرية أقرب للواقع الروسي .. وبالقرية سيدة وزوجها يملكان منزلا من دورين وحديقة . هذه السيدة صديقة للقائدة المسئولة عن تحركاتنا .. وقد طلبت منها مسبقا استضافتنا .. البيت لا يبدو أنه مطعم .. إنما سكن شخصي لهذه الأسرة وقد أعدوا لنا سفرة مميزة مما لذ وطاب من المأكولات الشرقية الأصلية

قرية على الحدود الروسية وبها استضفنا لوجبة غداء شرقي

كان ذلك الغداء آخر عهد لنا في الجولة التي استغرقت ثمانية أيام من هناك انطلقنا نحو الفندق الأول ومنه إلى المطار متجهين لمحطتنا الأخيرة : ( اسطنبول ) حيث الحضارة والتاريخ والجمال وكل مباهج الحياة الدنيا..
ملاحظات عامة
= مسألة التغذية : أهم شيء أنه خلال المدة التي قضيناها في جورجيا لم نشاهد اللحم إلا مرة واحدة ( قطع صغيرة في صحن واحد تكفي واحد سعودي فقط ) أين أولئك القوم من مفطحاتنا وكبساتنا و ( مرامي قمائمنا ) مع الأسف .. الأكل عندهم يكاد يكون موحدا : خضار- أجبان – شوربه – عصير - خبز مشابه للتميس البخاري .. وفي كل مرة تعمل بطريقة خاصة لا حظنا هذا التشابه في كل المدن والمواقع التي زرناها .. هذا بلا شك يتفق مع ما ينبغي أن يكون عليه الأكل الصحي .. ما أدري عن شيوخ شهرية الساحات ومخيم الشميسي هل لديهم الإمكانية لتطبيق تلك الطريقة أم يخشون أن ينعتوا بأوصاف أخرى .. الله أعلم
= القائمين على إعداد وجبات المطاعم هن من السيدات الجورجيات المتخصصات في هذا الشأن شاهدناهن أمام التنور والحطب أو المطبخ الجانبي لأي مطعم ولهذا تجد الطبخ بصورة عامة جيد ومشابه لما يمكن أن يطلق عليه ( طبخ بيت ) بخلاف ما هو موجود لدينا من البنقالة الذين ( يحوسون ) في مطاعمنا خلف الكواليس – وفي الواجهة تركي أو شامي
= مما يلفت النظر عدم وجود تجمعات شبابية في الشوارع أو عند البقالات بل من النادر تلاحظ شابا يمشي متسكعا أو ضمن شلة ( أقصد طلاب متوسطة أو ثانوية ) أكثر الفئات العمرية المتواجدة هم جيل ما بعد الثلاثين أو كبار السن .. ويبدو أن الربع تم القضاء عليهم في الحروب التي خاضها استالين وما تبقى منهم قليل ممن قدر له الاستقرار في حياة زوجية
= كما أن نظام الدراسة يلزم الطلاب بالخروج الساعة الخامسة مساء لهذا لم يكن هناك متسع ( للدروان والتسكع ) أيضا عدم توفر المادة له دور كبير في المحافظة والالتزام بالنظام والقيم الايجابية
= أيضا سمة الوجوم والصرامة في وجه كل من قابلناه فالمجال محدود جدا لتبادل الحديث أو المجاملة بسلام أو إشارة أو ابتسامة .. أحيانا أتعمد الإشارة بيدي كسلام حتى أقيس ردة الفعل ( سويت مثل الهنود لدينا عندما يسلم عليك .. إذا كنت ماشي وهو جالس ).. غالبا أجد لامبالاه وقد يصل إلى الاستغراب على ملامحهم ..حتى في حفل شعبي حضرناه كان ينشدون وكأنك في جبهة حرب والراقصون يتبارزون بالسيوف والدروع بشكل مخيف والشرر يتطاير أمام ناظرينا من سيوف المتبارزين في حركات ودوران متقن وسريع
هذا ما لزم بيانه .. حسب طلب الإخوة الأعزاء .. ومعذرة على الإطالة خاصة في الجوانب التاريخية ..علما بأن مصادرها عامة غير محددة .. قابلة للتصحيح .. أملي أن تحوز على رضاكم والله يحفظكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

   

رد مع اقتباس