.
معايير الرجولة والاحترام والعطاء اختلفت في هذا الزمان والدي العزيز.
فالواجب الذي كان في المضي صار لقافة.
كل صار يعيش بعيدا عن الآخر يستمد ذاته من شاشة يجلس اليها او جوال يلهو به.
نجلس متجاورين لكن هناك مسافات هائلة بيننا تفصلنا.
هُنَاك صِفَات نُطَلِّقُها فِي زَمَنِنَا هَذَا عَلَى عَكْس حَقِيْقَتُهَا !!
الْجَبَان يُطْلَق عَلَى نَفْسِه حَذَّر!!ا
وَالْوَقِح يَعْتَقِد انَّه شُجَاع ... !
الْمُتَهَوِّر مِقْدَام ... !
وَالْخَائِف حَرِيْصا .... !
التّافَة يُتَصَوَّر انَّه نَمُوْذَج لِلْأِنْسَان الْمُسْالِم ... !
وَالْخَبِيْث يَعْتَقِد انَّه الْذَّكِى ... !
وَالْبَخِيْل يَظُن الْأَمْر حِرْصَا ..... !
وَالْأُبُلَّه يَضَع نَفْسَه فِى عِدَاد الْطَّيِّبِين ... !
مِن يَبْحَث عَن الْتّسْلِيَة يَخَالُهَا حُبّا ً .. !
وَمُجَرَّد الاعْجَاب بِالْمَظْهَر يُطْلِقُون عَلَيْه الْعِشْق
نِصْف الْصَّادِق بِأَنَّه.... احْمَق
الْمُنَافِق مِن وِجْهَة نَظَرْنَا .... دِبْلُومَاسِى
ضَاعَت الْمَعَانِى فِى زِحَام الْكَلِمَات اخْتَطَلت الْحُرُوْف وَكُوِّنَت مَزْجَا ..مَسْخَا مِن قَامُوْس جَدِيْد ... مَزْج الْحَق بِالْبَاطِل بَل قَلْب الْحَق الَى بَاطِل وَضَاعَت اجَمَل الْمَشَاعِر ..
نَحْتَرِم مَن يَمْلِك اكْثَر رُغْم ان امَلاكة لَه وَحْدَه.. نَنْظُر لِلْبِدْلَة وَلَا نَعْبَأ بِأَحْوَال الْرِّجَال دَاخِلِهَا نُنْفِق عَلَى مُسْتَحْضَرَات الْتَّجْمِيْل أَكْثَر و نَشْتَرِى الْكُتُب لَأَقُل ..
نُسْرِف فِى كَلِمَات الْمُجَامَلَة وَنُقَصِّر فِى الْادَاء الْفُعْلَى ..
نَتَقَرَّب مِمَّن لَا يَحْتَاجُنا وَنَبْتَعِد عَن الْأَجْدَر بِالرِّعَايَة ...
نَعِيْش فِى الْبُيُوْت تَجْمَعُنَا جُدْرَان صُلْبَة ..
قَوَالِب طُوب وَلَا تَضَمَّنَا أَحَاسِيْس ...
ويُغْفَلْنا الْرِّيَاء ... نُظْلَم انْفُسَنَا
نَعِيْب زَمَانَنَا وَالْعَيْب فِيْنَا..... وْمَالزَمَانِنا عَيْب سِوَانَا