عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-2009, 01:11 AM   رقم المشاركة : 10

 

.

*****

الأستاذ الكريم بن ناصر

تقرير مفصل وشامل وكأني معكم في كل مكان

ستكون مشاركتي التالية عن إشبيلية أو مدينة الملك الأندلسي المعتمد بن عباد أحد ملوك الطوائف

ملك اشبيلية (431 – 488 هـ،1040 – 1095م ) واسمه محمد بن عباد ( المعتضد ) بن محمد بن إسماعيل بن عباد اللخمي وكنيته أبو القاسم وهو من أصل عربي عريق إذ كان من نسل المنذر بن ماء السماء وجده عباد قاضي أشبيلية وزوجته اعتماد الرميكية

عاش ابن عباد في أيام ملوك الطوائف وهم ملوك تقاسموا الدولة الأموية في الأندلس وحكم كل واحد منهم جزءاً أو دويلة حتى بلغ مجموع تلك الدويلات إحدى وعشرين دولة لكل دولة منها عرش وملك وجيش ضعيف

قوي نفوذ المعتمد بن عباد حتى صار ملكها وكان له سمت الملوك وأخلاقهم وطريقتهم وهيبتهم وكان كريماً وشاعراً حكيماً أديباً . وكان يوصف بأنه من أندى الملوك راحة وأرحبهم ساحة و بابه محط الرجال والآمال وله شعر غاية في الحكمة والرصانة والجمال

وبعد الملك والعز انتهى أمر المعتمد رحمه الله إلى أن وقع في قبضة ابن تاشفين فحبسه في سجن أغمات بالمغرب وهو في اعلى درجات الفقر

وقد أظل المعتمد بن عباد عيد وهو في السجن فزارته بناته فرأين سوء حاله في السجن والقيد فقال قصيدته الرائعة الخالدة التي لازالت ترن في الأسماع على مدى الأيام .. يصف هذا المشهد الذي يدمي القلوب



فيما مضى كنتَ بالأعياد مسرورا = و كان عيدك باللذات معمورا
وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ = فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعةً = في لبسهنّ رأيت الفقر مسطورا
معاشهنّ بُعَـيد العزّ ممتهنٌ = يغزلن للناس لا يملكن قطميرا
برزن نحوك للتسليم خاشعةً = عيونهنّ فعاد القلب موتورا
قد أُغمضت بعد أن كانت مفتّرةً = أبصارهنّ حسيراتٍ مكاسيرا
يطأن في الطين والأقدام حافيةً = تشكو فراق حذاءٍ كان موفورا
قد لوّثت بيد الأقذاء واتسخت = كأنها لم تطأ مسكاً وكافورا
لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهره = وقبلُ كان بماء الورد مغمورا
لكنه بسيول الحزن مُخترقٌ = وليس إلا مع الأنفاس ممطورا
أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه = ولستَ يا عيدُ مني اليوم معذورا
وكنت تحسب أن الفطر مُبتَهَجٌ = فعاد فطرك للأكباد تفطيرا
قد كان دهرك إن تأمره ممتثلاً = بـِـمَا أمرتَ وكان الفعلُ مبرورا
وكم حكمت على الأقوامِ في صلفٍ = فردّك الدهر منهياً ومأمورا
من بات بعدك في ملكٍ يَسُرّ به = أو بات يهنأ باللذات مسرورا
ولم تعظه عوادي الدهر إذ وقعت = فإنما بات في الأحلام مغرورا



إن شاء الله يكون لنا عودة على الموضوع وعلى المدن الأخرى

تحياتي وتقديري لأبا فيصل

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس