الموضوع: بأقلامهم
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-25-2013, 02:40 PM   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

عن رحيل المبدع :
بيارصادق

كتبت الأستاذة/
نايلة تويني
بيار صادق اسم علم



هل يحمل ريشته معه كما كان يفعل الاقدمون عندما يضعون في القبر كل العدة تحسباً لما بعد؟ أم انه تعب من الريشة والحبر وقوي عليه المرض فآثر الرحيل من دون العدة؟ هل اكتفى بما خطته يداه زمنا، وبات لا يحتاج الى المزيد؟ رصيده كبير جدا، ومميز جدا، في العمل وفي الحياة. 50 سنة من العمل المبدع، الجاد والمضني والمتابعة اليومية للاحاطة بكل جديد. ويكفيه بعدها ان اسمه صار اسم علم، وبرحيله لا يتبدل شيء من الرفعة بل يزيد.
بيار صادق يطوي صفحة من تاريخ لبنان المعاصر، والصحافة، وفن الدعابة فيها. هو الاستاذ في مجاله، والمعلم ، وصاحب الباع الطويل في تحويل المواقف المؤلمة، مضحكة وساخرة، بل حتى في تناول الاحداث والاخبار الممنوعة بطريقته، هو المسكون بالكاريكاتور 24/24 ساعة كما كان يردد. زرع الابتسامة اينما حل، وما تهيب موقفاً او سياسياً او زعيماً. وكان صعب المراس من فائض الحرية، مهووساً بالاستقلالية، لا يداري احداً ولا يساير، تحكمه فلسفته ورؤيته للامور، وان انحازت احيانا الى موقف أو رجل أو فكرة.
عاش في "النهار" وفي لبنان ايام العز، عايش غسان تويني وميشال ابو جودة ولويس الحاج ، وجبران تويني، وغيرهم ممن رحلوا. أخذ من "النهار" ومن الاساتذة الكبار، الراحلين والباقين، فلسفة الحرية، ولما أفاض فيها، وزّع في كل اتجاه، ليتجاوز حدود الوطن الصغير. كان من ركائز "النهار" وعبرها وعبر سواها من ركائز الابداع والحرية.
اليوم، يغيب بيار صادق، فيحرك القلم والريشة للحاق به، وايفائه بعضاً من حقه، اذ لم تكن ممكنة الكتابة عنه، أو رسمه في حضوره، لا خوفا من نقده اللاذع ، بل تهيبا. هكذا يكون التصرف حيال الكبار.
بيار صادق المبدع... وداعاً.

 

 

   

رد مع اقتباس