عرض مشاركة واحدة
قديم 07-30-2012, 11:49 PM   رقم المشاركة : 5

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم بن قسقس مشاهدة المشاركة
.


*****


الغَلِفcissus rotundifolius
الفصيلة العِنبيَّة ــ vitaceae


قال أبو حنيفة : (( الغَلِف : شجر يكون بناحية اليَمَن، ورقه كورق العنب، إذا طُبخ اللَّحْم، طُرِح فيه، فقام مقام الخَلِّ )) ( ) .
وقال: (( والغَلِف، بفتح الغين وكسر اللاَّم، نبت شبيه بالحَلْق في كل شيء، ولا يصلح للصَّبْغ، ولا يأكله شيء إلا القرود )) ( ) .
قلت: الغَلِفُ شجيرة معمرة متسلقة، من أشهر أنواع الفصيلة العِنبيَّة في جبال السَّراة. تنمو حول جذوع الأشجار، وبين شقوق الصخور، متسلقة ومعترشة، أو متدلية على حافات الصخور، أو زاحفة على وجه الأرض. منابتها الأغوار الدافئة الرطبة في السفوح وبطون الأودية وضفافها، على ارتفاع 500 – 1500م . وأجود منباتها ما كان على ارتفاع 900 – 1200 م .


للغَلِف سيقان لحمية أُسطوانية تمتد بطول 5 -10م، وعرضها نحو 1.5سم، لها معاليق إن نبتت قرب شجرة تعلقت بها فتغشاها حتى لا يكاد يرى شيء منها، وأوراقها لحمية مسننة شبه مستديرة، لها طرفان ينضمان إلى بعضهما قليلاً، وبينهما فراغ سالك، فتظهر كهيئة كتاب لم يحكم فتحه. وأزهارها صفراء مخضرة تظهر من عقد على السوق الحديثة في عناقيد صغيرة تقابل الأوراق، فترى في إحدى الجهتين عنقوداً، وفي الأخرى ورقة، وهكذا إلى قمة الساق . والنحل لا يجرسها، ولكن أنواع أخرى من الحشرات كالفراش والزنابير ونحوها . وثمارها عنبية بيضاوية في حجم النَّبِقَة، تظهر خضراء يعلوها بثور دقيقة بيضاء مصفرة، فإذا أدركت تمام النضج احمرت حمرة قانئة، وربما احمرت إلى سواد قليل، وفي داخلها بذرة مغلفة بلب برتقالي مصفر لزج، يمتصه الناس، وهو حلو الطعم، مالم يقضموا البذرة، فإنها حارة تلذع اللسان والشفتين،كلذع شَّراب ساخن . ويأكلها أيضاً أنواع من الحيوانات والطيور .


وتؤكل أوراق الغلف مطبوخة، وكان أقوام من أهل السَّراة، ولاسيما في سنوات المحل والجفاف وانعدام الأقوات، يأكلون أوراق الغلف الغضة، ويسمونها ( الرِّقَة ) مقابل ( الجَهْدر ) وهو اسم الأوراق القديمة الثخينة. ويعدونها غذاء مهمًا يمسك رمقهم حتى يجدوا الطعام، فكانوا يجمعون منها كميات كبيرة فيضعونها في إناء خاص ثم يضيفون إليها قَدْرا مناسباً من الماء والملح، فيتركونها على النار حتى تنضج فتتراخي وينقص حجمها، وقد يضيفون إليها في أثناء الطبخ قليلاً من الدقيق أو أقراصًا من العجين . ويحرصون على قطف الأوراق صباحاً قبل شروق الشمس، فإن طلعت عليها الشمس ذهب رواؤها وطعمها الحامض. والنساء في أوائل حملهن حريصات على أكل أوراق الغلف، لطعمها الحامض الشبيه بطعم الليمون أو الخل . وكثير من أهل السَّراة ما زالوا يأكلون الغلف كإدام مع الخبز، أو كتابلٍ حامض يضاف إلى الطعام .


وفي سوق السبت الذي يقام في مدينة بالجرشي من كل أسبوع يُباع الغلف مطبوخاً كما تباع السلع المحلية الأخرى؛ معبأً في أكياس صغيرة من البلاستيك، ولا يبيعه إلا النساء؛ إذ يعد الرجال بيعه عملاً مخجلاً لهم، وثمة من يشتريه بكميات كبيرة، ويبعث به إلى مدن بعيدة، هديةً محببة إلى النساء الحوامل. وبائعة الغلف قل أن تبيعه إلا في معية الشَّار والحِنَّاء، وأنواع من النَّباتات العطرية كالكاذيّ والمِسْمِر والريحان والضَّيْمران. وهذه المحاصيل اشتهرت بها قرية حزنة التابعة لمدينة بالجرشي، وما زال بها أسر تخصصت في بيعها منذ القدم، فحققت منها أرباحاً طيبة .
وفي التداوي كانوا يضمدون بأوراق الغلف بعد تسخينها موضع الختان من الأطفال الذكور فتعجل بشفائهم، ويكمّدون بها فقرات الظهر المؤلمة، وكذلك الرضوض والكدمات، فتخفف من آلامها، ويقطرون ماءه في العيون الملتهبة عند الإصابة بالجدري، وأهل فيفا يضيفون إليه مطبوخاً الفلفل الحار؛ لعلاج الزكام وآثاره . ويَجْلُون بهذه الأوراق بعد أن تُحنذ وتُمرس، الحليَ القديمة والنقود الفضية المنطفئة أو المتسخة، فتتركها بارقة كأنها جديد .


وينطقه الناس في سراة غامد وبني عمر ( الغِلِف ) بكسر الأول والثاني، أتبعوا؛ للمجانسة بين الحركتين . وفي تهامة عسير وبني شهر وجبال فيفا والعبادل والحَشْر والرَّيْث يُنطق ( الغَلْف ) بفتح الأول وإسكان الثاني، وسمعت بعض أهل جبال الريث يسمونه ( الخَدَر ) . وأهل وادي الغَيْل من تهامة بني عمرو ينطقونه ( الغَلَف ) بفتح الأول والثاني . وربما سماه بعض أهل جبال فيفا ( الأَرْواف ) ولا يجهلون اسمه الشائع. وبعض غامد الزناد يسمونه ( الحَرَد )، ويسميه بعض أهل الجُنُش من بني عمر ( الحِرْج ) . وكثير من أهل اليمن يسمونه ( الحَلَص ) وكذلك يُسمى في نواح من منطقة جازان، وربما سماه بعضهم ( الحَلْق ) وهو خلط سببه التشابه بينه وبين الحَلْق والحَلَص المتقدم ذكرهما في موضعه من حرف الحاء .


تم تنسيق الموضوع بطريقتي الخاصة مع الشكر لصاحب الموضوع في منتديات قرية حزنة الرسمية

*****

من أجل هذا انت جعلت الساحات مرجع وشوقت الناس الى التواجد عل صفحاتها بارك الله فيك تحياتي 00

 

 

   

رد مع اقتباس