عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2012, 01:50 PM   رقم المشاركة : 2

 

وأنا في الصف الأول المتوسط وفي مادة العلوم تحديدا

وأنا أجلس في مقدمة الصف ليس بيني وبين المعلم سوى نصف متر

سأل المعلم في بداية الحصة سؤالاً اعتقدت أنه من قبيل الأسئلة التمهيدية للدرس

فجاوبت سريعا فعرف من صوتي أنني أنا الذي أجبت فنظر إلي ففرحت أنه عرف أنني

منتبه معه وأني مذاكر جيد للدرس الماضي فقال لي أنت الذي جاوبت فقلت بكل ثقة وفخر نعم....
فقال: قف....ففرحت....ووقفت سريعا وبينما أنا أفكر في عبارات الثناء التي

سيقولها لي...فإذا بيده وبسرعة 100 عقدة في الساعة تتناول وجهي مع عيني اليسرى

فيلتف جسمي دورة كاملة فأسقط على زميلي وفوق رأسي ما يشبه النجوم وعيني لا أكاد

أرى بها وأسمعه وأنا بين اليقظة والغيبوبة يقول من سمح لك بالإجابة ؟

فلم أستطع أن أنظر إليه وأتخيل زملائي وهم يسخرون مني وأنا في الوقت نفسه

لا أدري هل أجلس أم أقف ....وهل سأنال كفا آخر فأستعد له أم سيكتفي بالأول

نظير الجريمة التي اقترفتها والتي تستحق كل هذا العنف على جسدي الغض

واجتهادي غير المبرر.... وبعد أن رأى حالي أمرني أن أذهب لأغسل وجهي

فخرجت وأنا لا أدري إلى أين أتجه إلا إنني يجب أن أعود سريعا للفصل فغسلت وجهي

وحاولت إخفاء مشاعري وعدت مكسور الخاطر والوجدان مطأطئ الرأس وجلست على

كرسيي، وأنا لا أنظر للأستاذ ولا أسمع منه ولا أرفع يدي للإجابة حتى نهاية العام

إلا ما يقتضيه الدرس وعندما لا يكون هناك مفر، ولم يعد المعلم يدرسني في السنوات

التالية....وشاء الله أن أزور إحدى المدارس وأنا مشرف للغة العربية فإذا باللعين جالس على

كرسي الإدارة مديرا للمدرسة فسلمت...وأمر لي بالشاهي فلم أشرب وقلت له صائم

ثم دار الحديث بيننا وقال كأني رأيتك من قبل....قلت يمكن في الحرم...قال لا أنا متأكد

قلت أما أنا فلا أظن أني رأيتك في التربية والتعليم قبل هذا اليوم قال: أكيد تقابلنا في مكان

فاختصرت عليه الموضوع وقلت أريد جداول معلمي اللغة العربية فقال أدعوهم لك قلت لا

سأذهب إليهم في غرفة المعلمين قال غريبة ...خليك هنا وهم يأتونك قلت أريد أن أذهب

إليهم بنفسي ...فجاء في بالي أن غرفة المعلمين قد لا تكون مناسبة فغيرت رأيي وقلت

أريد أن أراهم في غرفة الوكيل فنظر إلي باستغراب وكان لماحا قال ليش؟

فقلت خطر على بالي ذلك وأريد أن أتحدث إليهم بعيدا عن تأثير الإدارة

فقال هما إثنان واحد عنده حصة والثاني غائب فقلت إذن أنا أستأذن

وخرجت، وعدت إلى مكتبي ووجدت أحد الزملاء وقصصت عليه القصة

ويبدو أنه أخبره بالموضوع .....

ففوجئت به بعد أسبوع يدخل علي مكتبي ويقفل الباب خلفه وبدأ يشرح

طريقته القديمة في التدريس وأنه قد تغير وأن أسلوبه قد جلب الكثير من النقد

فقلت له هل تعلم أنني إلى الآن أشعر بالألم؟ فسكت.... وأضفت أنني لا أجد القدرة

على مسامحتك رغم كل هذه السنين....لكني أستطيع تغيير المدرسة وأرجو ألا نلتقي

ثانية إلا إذا كنا من أهل الجنة.....فقام وفتح الباب وخرج

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس