عرض مشاركة واحدة
قديم 04-30-2009, 01:25 AM   رقم المشاركة : 1
المرأة في كل مكان


 


«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»


المرأة في كل مكان
كتبت { عزيزة المانع }

هل نحن نعيش عصر المرأة؟
بات لا شيء يشغل أذهان الناس مثل الحديث عن المرأة، فالصحف تعج بما يكتب فيها من مقالات وأخبار تتعلق بالمرأة، والدراسات الأكاديمية النظرية تكاد تكون في نسبة كبيرة منها مبنية على محور المرأة، ولو حصرنا ما يعقد في المجتمع من مؤتمرات وندوات في العام الواحد، لوجدنا عددا كبيرا منها يدور في مواضيعه حول المرأة، وعند تتبع ما يذاع من برامج وأحاديث عبر الإذاعة أو التلفزيون تظهر في كثرها لا تخلو من ذكر للمرأة، وعند ارتياد المكتبات التجارية الكبرى مثل جرير أو العبيكان تبدو معظم الكتب فوق الرفوف وقد تصدرتها كلمة المرأة، ولا تظن أن المقصود مؤلفات مثل كتب الطبخ أو ترتيب المنزل، أو الحمل والإنجاب وتربية الأطفال، أو كتب الزينة، بل ولا حتى كتب الحب والزواج، أو كتب الشعر والروايات وما شابهها من المواضيع التي غالبا ما تربط إليها المرأة، لا تظن ذلك، فالمقصود كتبا تتحدث عن مواضيع ما كان فيها من قبل أي ذكر للمرأة، مثل كتب النقد والاقتصاد والسياسة والإعلام حيث يكاد لا شيء منها يخلو من اسم المرأة.
ما يغلب على الخطاب العام هذه الأيام، تضمنه لفظ المرأة في معظم حالاته، حتى صار إيراد ذكر المرأة بمثابة بطاقة مرور للشهرة، وكل يمر على طريقته الخاصة سواء كان الهدف مساندة تحقيق مزيد من مشاركة المرأة في الحياة العامة، أو دعوة لفرض مزيد من الحجر عليها، فمجرد الحديث عن المرأة وربط المواضيع المختلفة بذكرها، يضفي على الموضوع شيئا من غرابة، وشيئا من اختلاف، وشيئا من إثارة، خاصة أن أوضاع المجتمع تساعد على ذلك، لكون المواضيع التي تدخل المرأة طرفا فيها ما زالت موضعا للجدل والانقسام حولها كحال المرأة في الإعلام وفي الغرف التجارية وفي النوادي الأدبية وفي الخارجية وفي الصحة وفي العمل وغيرها، فيصير الانخراط في الحديث عنها والدخول في معارك لفظية بشأنها، بابا واسعا للظهور والبروز. من أراد الظهور بمظهر المتحضر الذي يدفع عجلة التقدم بيده ولا يريد لها نكوصا، رفع شعار الحديث عن المرأة، ومن أراد الظهور بمظهر الصلاح والتقى، بادر إلى الحديث عن المرأة، وكل يدعي الإصلاح، وكل يدعي حماية مصالح المرأة.



«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس