بسم الله الرحمن الرحيم
~عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ~
الشجاعة وثمرتها.
اعلم أن الشجاعة عماد الفضائل ، ومن فقدها لم
تكمل فيه فضيلة يعبر عنها وقوة النفس
قال الحكماء :
وأصل الخير في ثبات القلب ، والشجاعة عند اللقاء
على ثلاثة أوجه :
الوجه الأول:: إذ التقى الجمعان ، وتزاحف العسكران
وتكالحت الأحداق بالأحداق ،برز من الصف إلى وسط
المعترك يحمل ويكر وينادى هل من مبارز ،
والثاني:: أذا نشب القوم واختلطوا ،ولم يدر أحد
منهم من أين يأتيه الموت ، يكون رابط الجأش ،
ساكن القلب حاضر اللب ، لم يخالطه
الدهش ،ولا تأخذه الحيرة ،
فيتقلب المالك لأموره، القائم على نفسه ،
والثالث:: أذا انهزم أصحابه يلزمه السـاقة ، ويضرب
في وجـوه القوم ، ويحول بينهم وبين
عدوهم ، ويقوي قلوب أصحابه ، ويرجي
الضعـيف ، ويمدهم بالكلام الجميل ،
ويشـجع نفوسهم ، فـمن وقع أقـامه ، ومن وقـف حـمله ،
ومن كـبا به فـرسـه حـماه حـتى ييأس العدو منهم .
وهذا أحـمدهم شـجاعة وعـن هـذا قالـوا :
إن المقاتل من وراء الفارين كالمستغفر من وراء الـغافلـين ،
ومن أكرم الدفاع عن الحرم ..؟