عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2009, 01:19 AM   رقم المشاركة : 36

 

بسم الله الرحمن الرحيم
مررت على القصة المثيرة للشجون في ساحة صدى الوادي للصديق الزميل والأخ علي بن حسن ( الريس )
تذكرت فضحكت وتأثرت واغتبطت .
ولعلي في سطور موجزة اشرح لكم لماذا اغتبطت .
1 ـ كل يوم في حياتي يأتي يؤكد لي من جديد مدى محبة الناس لي والحمد لله على ذلك كثيرا . أهلي بما فيهم والدتي وأشقائي ودغسان وعجير وفقيهنا صالح بن محمد ( المقحوي ) وأهل القرية وأهالي الوادي بمن فيهم المناشلة والمردد والريحان ( وما أهل الوادي عندي منذ طفولتي غير هؤلاء ) . رحم الله من سبقنا وبارك فيمن يعيش معنا.
2 ـ أساتذتي من مدرسة بني ظبيان ( مدرسة عرا ) إلى الدراسة من المنازل ثم في كلية التربية بمكة المكرمة وبعدها في جامعة وسكنسون وجامعة شمالي كلورادو كلهم وفي مقدمتهم أستاذي وشيخي وموجهي الشيخ سعد بن عبد الله المليص لا يقدروني فقط ولكن كثيرين منهم يحترمونني ( والاحترام في حالة طلب العلم واجب على الطالب للأستاذ ... وما توانيت يوما عن احترام كل منهم وهذا حقهم علي ) .
اثنان فقط من أساتذتي بأمريكا لم يقدراني لأنني أخفقت في دروسهم وهذا حقهم وأنا استأهل .
( وصدقوني فقد نسيت اسميهما وحاولت جاهدا وأنا اكتب هذه المصارحة معكم استذكار اسميهما فما استطعت .. فماذا نسمي هذه الحالة وانتم أكثركم مربون أفاضل وجميعكم نبلاء ونبيلات واعلم مني ؟ ؟ أفيدوني أفادكم الله . )
3 ـ كل شيء ايجابي في حياتي هو منحة وهبة من الله .. وجميع السلبيات هي من عملي واستغفر الله منها .
4 ـ الذين سبقونا ومن هم اكبر منا ( يعني سبقوني أو هم اكبر مني ) هم جميعا أفضل مني .. لقد كانوا علماء ولم يتعلم أكثرهم ، وكانوا فقهاء ولم يجلسوا على مقاعد الدراسة ، وكانوا أهل شيمة لا ابلغ منها مد احدهم ولا نصيفه ، وقد سألني الشيخ عبد العزيز بن ماضي رحمه الله وكان أميرا على الجوف في الشمال والقطيف والخبر ثم مستشارا لسمو الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية عن رأيي في الجيل الذي سبقنا فقلت له : ( يا أبا سعود إن من يكبرني سنا من بني شعبنا هم أفضل مني ..
قال ابن ماضي : وما هي الأسباب ؟
قلت : كانت شيمتهم واضحة ، وحبهم للخير فائض ( من فاض ) ، وعطفهم على الصغار زايد ، وتوجيههم لمن دونهم عفوي ( وكنا نقبله ) ، وحبهم لله يتجلى في حضورهم صلاة الجماعة ومسارعتهم إلى الجمعة وصيام النافلة .
فقال رحمه الله : أجدت وأشاركك رأيك .
من المنطلقات الأربعة أعلاه .. كان تصرفي مع ابن بنت العم ( فأمه من بيتنا ) وهو ابن الخال ( وأنا أدعو كل أهل الحلة أخوالي ) الصديق العزيز يحيى بن سعيد العفاس أطال الله عمره .
أما القصة ذات العنوان الصحفي ( يوم نصبنا ) والتي سردها عليكم صديقي ومناط إعجابي و .. و.. وتلميذي علي بن حسن فهي كلها صحيحة ما عدا تفسيرات لا تفسد للسرد القصصي قضية .
1 ـ قابلنا الخال يحيى قريبا من دار الإذاعة (حيث كان يعمل) التي كانت ( في حي الكندرة ) ولكنها في مبني أنيق شاهق على الشارع العام .. وقد تكون كانت قريبة من المطار .. لا اذكر .. وعرض علينا العشاء في مقر سكنه .. ولكنا طلبنا منه مرافقتنا ويتعشى معنا ثم يسهر معنا ونتغدى سويا في اليوم التالي ( الجمعة ) فقال : إنا أحبكم كلكم وأنت يا سعيد جئت من الديرة ولك حق وناوي اعزمك ( ادعوك ) بعد الاختبار. قلت : نحن أخوة ودعنا ننعم برفقتك هذا المساء ؟ قال : أنا ودي لكن زملائي في العزبة يزعلون علي لوما بلغتهم ، فقلت له قلهم قابلت علي وسعيد ونشب ( أصر علي ) سعيد فيّ واستحيت منه . قال : اجل عشاكم عندي الليلة وأكون بهذا قمت بواجبك يا سعيد فامتنعت وأنا صادق .
المهم مشينا نتجاذب أطراف الحديث حتى وصلنا أمام مطابع الأصفهاني حيث كانت هناك قهوة صغيرة حجزنا فيها كراسينا وتوضينا ثم صلينا المغرب جماعة وبعدها شربنا براد ( ابريق ) شاي أبو ستة فناجيل .
أكملنا رحلتنا إلى موقف سيارات الأجرة إلى مكة عمرها الله .. وعندما لم نجد أحدا اقترحت أن نتعشى رز وسمك في باب شريف ورشحت الخال يحيى للشياخة ( شيخ علي وعلى الريس وهذه من أصعب الشياخات في نظري ) وانه يحاسب ويكون العشا بالباي ( مشاركة ) وفعلا لكي أتأكد إن جيب شيخنا عامر ولأزرع الطمأنينة في نفسه .
الشيء الأهم في نظري ما تطرقت إليه القصة .. ولكنكم في تعليقاتكم ذكرتموه أن روح الدعابة كانت طاغية .. والرضا بما يجري ( ليلتها ) كان سمة الأمسية الجميلة .. وأكثر الرضا والمداعبة كان من قبل الخال يحيى نحونا .
والآن تحملوني لو تحدثت إليكم عن طرف مما عرفته ذيك الليلة ( تلك ) (واعتقد أن كلمة ذيك صحيحة مبنى ومعنى ) عن يحيى وعلي .
يحيى بن سعيد العفاس سافر وتغرب وهو يتيم .. وهو الأخ الأصغر لأبناء سعيد العفاس واستقر به المقام في جدة . عمل بالإذاعة وكانت عينه على تكوين أسرة .. وقد كان له ما أراد بحمد الله فهو أب لأبناء صالحين وبنات فاضلات وكلهم بارون بوالديهم .. ونلقى خاصة من أبنائه كل الاحترام ولدينا في الشرقية منهم سعد ووائل .
بعضكم نظر إلى القصة من حيث مستوى الدخل الوظيفي ولكن عادة الكرم ويحيى يتمتع بها تتفوق على جميع المداخل والممتلكات .. والأهم في الموضوع أننا ( يحيى وعلي وأنا ) أبناء قرية واحدة تتساوى في المبادرة والمداعبة والشيمة .
أما ( علي بن حسن ) ، ( الريس علي ) ، ( علي ) وكلها مسميات له يملأ كل اسم معنى ، وله من كل اسم كامل النصيب فماذا أقول له واليه ؟
أ ـ اخبرنا الله في كتابه أن المجرمين عندما ينكرون ذنوبهم يستنطق أيديهم وجلودهم وأرجلهم فتشهد عليهم بما فعلوا ، وارجوه سبحانه بعفوه ورحمته ومغفرته لي ألا يجعلني منهم وأن يسبق عفوه الكريم سؤاله العادل إلي يوم ألقاه ولكنني وجدت نفسي في الدنيا أمام هذا الصديق يكشف أسراري إليكم في الدنيا فاللهم اجعل أصدقائي بما فيهم الريس علي يدعونك لي .. ويشفعون لي عندك واقبل دعاءهم وشفاعتهم .
ب ـ علي بن حسن هو ومسفر بن عبد الواحد ونايف بن عوضة من أصدقائي ولكنهم لدي مقربين . إنهم يمثلون مثلثا متساوي الأضلاع كل منهم راس للمثلث وكل منهم للمثلث قاعدة . أحبهم جميعا .. ولا أفضل احدهم على آخر إلا إني أوثر ( ولاحظوا كلمت أوثر ) الريس من بينهم بتواضعي عندما يقطع بي المسافات في أحياء جدة المترامية الأطراف وبين جدة ومكة والطائف من أيام بسكليتته ( عجلته الهوائية ) إلى هذه الأيام أيام سيارته الفارهة .
كذلك فأنا أوثره بمقالبي دونهم من ليلة حاول يحاسب عني وعن نايف ويوم شرب موية ( ماء ) إيصال برقية أرسلها باسمي ولم أحاسبه ( وسأعود إليكم إن شاء الله قريبا فحكي لكم كل قصة مفصلة ) .
ج ـ علي بن حسن يتمتع بذاكرة متقدة وأسلوب آخذ .. فإن كان أعجبكم اسلوبه فهو به قد أسرني منذ أكثر من خمسين عاما وسبحان الله المنعم .
أما ردودكم فكلها سحرتني وبعضها أضحكني والباقي حرك وجداني وشجوني ولكني لكم ولعبد الله رمزي أقول :
أنا مقر ومعترف بالعشاء ، وكما بيت تلك الليلة في بطني فهو في ذمتي ( معروف ) لخالي يحيى والأمر له .
1 ـ إما أن يعتبره قرضا حسنا .. والقرض الحسن في الإسلام بدون فوائد ، واسمعوا يا من يحب أن ينصب لنا المقالب الجميلة !!
2 ـ وإما أن يعتبره صدقة علينا والصدقة على الجائع لها اجر عظيم فكيف إذا كان الجائع ( وهو أنا ) مفلس ؟ !
ولكني احتفظ باقتراح ( الريس ) وهو عندي أمر بأن يمن الله علينا بالعمر والعافية ونقضي الصيف بالديرة وتأتون ويأتي معكم عبد الله رمزي ونجمعكم ( الريس وأنا ) مع خالي يحيى العفاس وننعم بوقت بجلسة انتم نجومها وحديثكم رحيق انسها ..
ولا حرمني الله منكم ومن مودتكم وأولكم ووسطكم وآخركم علي بن حسن .
والسلام عليكم وعلى بناتي ممن ستقرأ هذا الرد ورحمة الله وبركاته .

 

 

   

رد مع اقتباس