عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2011, 10:48 PM   رقم المشاركة : 507
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد عجير is on a distinguished road


 


الحلقة السابعة :



مرت السنة الثانية من سنوات الثانوية العامة وفي أواخر اجازتها الصيفية اصطحبني الوالد

إلى الأخيّة ( مكان بالقرب من العقيق ) ليتفقد قطيع من الأغنام له كان يرعاها بالأجر رجل من البادية

وفي تلك الرحلة علمني قيادة السيارة وكانت مطلبا للعديد من أقراني في ذلك الوقت لم يكن في مقدورهم

تحقيقه مما أعاد لي الثقة بالنفس بعد ما ذكرته لكم من شعور كان ينتابني أمامهم كونهم يتقاضون

مكافأآت مالية لا اتقاضى أنا مثلها ، كما أن اعتماد الوالد عليّ في تصريف كثير من الأمور داخل

وخارج المنزل كوني الوحيد أمامه بعد مغادرة شقيقي إلى جدة قد عزز شعوري بتلك الثقة .




مع بداية الدراسة في الصف الثالث الثانوي استأنف الوالد جولاته مع

المفتشين في إدارة التعليم وكان يذهب ويعود في نفس اليوم بعد أن تحسنت إلى حد ما طرق المواصلات

لكنّ خروجه من المنزل كان يتم بعد صلاة الفجر مباشرة وبما أني حديث عهد بقيادة السيارة فقد كنت

أتحين الفرص للظفر بهذا السبق ولذا كنت أدعي أمامه بأن لدي حصص تقوية إضافية في اللغة

الأنجليزية تبدأ قبل بداية الدراسة ولابد لي من الوصول إلي المدرسة مبكرا فكنت أخرج معه لأحضى

بقيادة السيارة من القرية إلى الظفير ( ذهابا فقط ) في حال كان مزاجه

رائقا ( وقلما كان كذلك ) .



بما أن وصولي إلى الظفير يكون قبل شروق الشمس بوقت كبير وخصوصا في الشتاء فقد كنت

أقضي الوقت إلى أن تفتح المدرسة أبوابها بالقرب من الشارع العام تفاديا لدخول القرية باكرا ، وكنت

استمتع بمشاهدة فصيل من العسكر يدربهم قائد لهم في قطعة أرض فسيحة في طرف القرية حيث أصبح

تواجدي معهم شبه يومي لمشاهدة مايقومون به من تأدية حركات في غاية الانضباط والتناغم ، مشية

متناسقة إلى الأمام تتحول فجأة وأثناء السير بناء لأمر من القائد إلى الاتجاه المعاكس ثم تكون

الاستدارة إما إلى اليمين أو إلى اليسار بأمر مماثل ودون أن يخل ذلك بتراص الصفوف أو خلخلتها

فأعجبت بذلك أيما اعجاب وشعرت بمتعة في متابعة أولئك لاتعادلها متعة مع أني لم أكن أتبين أو أفهم

معظم الأصوات التي كان يطلقها قائدهم .


مرت السنة سريعا وقبل نهايتها بشهرين تقريبا أقام معهد إعداد المعلمين بالباحة حفلا رياضيا

مميزا شارك في تقديم عروضه المبهرة فرقة موسيقى الجيش التي استقدمت من الطائف خصيصا لهذا

الغرض ، فقامت تلك الفرقة بتأدية معظم الحركات التي كان الفصيل المشار إليه آنفا يؤديها مع فارق

بسيط وهو إقتران الحركة بنغمات الموسيقى فالسير يكون أحيانا على نغمة أغنية يحبها معظم الشعب

السعودي ومطلعها
( فيصلنا ـ يافيصلنا ) وأحيانا أخرى على نغمة

( سلّمك الله ياابوعبدالله، سلمك الله ــ بدر بادي يابو قلب كبير، ياابوعبدالله ) وثالثة على

أنغام أغنية أردنية مشهورة يقول مطلعها
( آريدها اريدها، كيف مااريدها ــ

طفلة ياهلي، والعسل ريقها )
فزادت تلك الحركات جمالا على جمالها الذي ترسخ عندي في

بؤرة الشعور ومن تلك اللحظة بدأت أشعر بميل شديد يجذبني باتجاه السلك العسكري .




قبل إنتهاء العام الدراسي وتأدية الامتحان النهائي بشهر أو قريب منه وزّعت علينا إدارة المدرسة

إستمارات وصلت إليها من كلية قوى الأمن الداخلي لتعبئتها من قبل الطلاب الراغبين في الالتحاق بها

وكانت تشتمل على بيانات يجب استكمالها، منها موافقة ولي الأمر وتصديق شيخ القبيلة أو العمدة

وهذا ما جعل دونه خرط القتاد !!

 

 
























التوقيع