عرض مشاركة واحدة
قديم 07-26-2010, 07:32 AM   رقم المشاركة : 8

 



إلى أبي

لم تكتبِ الشّــــعرَ يوماً ما ولا الأدبــــا == وما ســــــــــهرتَ الليالـــــــــي تقرأُ الكُتُبا
ولم تكنْ من ذوي الأمــــوال تجمعُهــا == لــــــم تكنِـــــزِ الدُّرَّ والياقـــوتَ والذهبـــــا
لكــــــــنْ كنزتَ لنا مجداً نعيــــشُ بـــه == فنحمدُ اللهَ مَن للخيــــــــــــر قد وَهبـــــــــا
أضحــــى فؤاديَ سِـــــفراً ضَـمَّ قافيتي == ودمعُ عينـــي على الأوراق قد سُـــــــــكِبـا
ســـأنظم الشـــــــعرَ عِرفاناً بفضلك يـا == مَن عشـْـــــــتَ دهرَك تجني الهمَّ والنّصَــبا
سأنظم الشــــــــــعر مدحاً فيكَ منطلِـقاً == يجاوز البدرَ والأفــــــــــلاكَ والشّـــــــهُبـا
إن غاضَ حِبري بأرض الشّعر,ولهفي! == ما غاض نبعُ الوفا في القلب أو نضبــــــــا
قالوا : تغالي فمَن تعني بشـــــعرك ذا؟ == فقلت : أعنـــــــــي أبــي ,أنْعِــــــمْ بذاك أبا
كم سابقَ الفجرَ يسعى في الصباح ولا == يعودُ إلا وضوءُ الشــــــمــــــس قد حُجبـــا
تقول أمي : صغارُ البيــــــت قد رقدوا == ولم يَرَوْك , أنُمضــــــي عمرَنــــا تعَبــــا؟
يجيب : إني سأســــــعى دائمــــاً لأرى == يوماَ صغـــاريْ بدوراً تزدهــــــي أدبــــــا
ما شــعريَ اليومَ إلا من وميـــضِ أبي == لولاه مــــــا كان هذا الشــــــــــــعرُ قد كُتبا
فأنتَ أولُ من للعلــــم أرشـــــــدنـــــي == في حمصَ طفــلاً ولمّا كنـــتُ في حلبـا
في الشام في مصر طيف منك في خلدي == أرنو إليه, فقلبــــــي ينتـــــشــــي طرَبــــــا
ولــــــم تكـــــن أبتي في المال ذا نسب == لكنْ بخيــــــــرِ نكــــونُ الســـــادةَ النّجُبَـــــا
فالمالُ لن يُعــــلِيَ الإنســــــــانَ منزلةً == إنْ لم يكـــــنْ بالمـــــزايا يرتقــي السّــــــحُبا
لقد نُســـــــــبتَ أبــــــي للخير في كرم == يا منبعَ النبــــــــــــــــل فلْتَهْنأ بذا نســـــــــبا
نصحْتنا ما أُحيلى النّصْـــــــــحَ يا أبتي == فأنت مدرســــــــــةٌ في النصــــــح لا عَجَبـا
حماك ربي من الحُسَّـــــــــــــاد يا أبتي == قد ارتقيتَ ,وكـــم من حاســـــــدٍ غَضبــــــا
فاحفظ لنا ربَّنا دينــــــــــــاً نَديـــــنُ به == قد شرَّف العُجمَ طولَ الدهــــــــرِ والعَــــربا
واحفظ لنا والدي والأمَّ يا ســـــــــــندي == وإخوتـــــــي وأناســــــاً حبّــــــهُم وجَبـــــــا

الشيخ الشاعر: مصطفى قاسم عباس


 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس