عرض مشاركة واحدة
قديم 09-15-2010, 09:41 PM   رقم المشاركة : 1
ثلاث رسائل ما بعد رمضان


 





الرسالة الأولى

" إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ "

أيها الأحبة الأفاضل الأكارم ها هو شهر رمضان قد ودعنا وصعد إلى الله تعالى بأعمالنا ,

وقد سبق فيه من سبق , وفاز فيه من فاز , وخسر فيه من خسر ,

فمن المقبول فنهنيه ومن الخاسر فنعزيه ؟ ,

فالله تبارك وتعالى لا يتقبل إلا من المتقين المخلصين, قال تعالى:

{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}

(27) سورة المائدة.

وعَنْ شَدَّادٍ أَبِى عَمَّارٍ عَنْ أَبِى أُمَامَةَ الْبَاهِلِىِّ قَالَ:

جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَرَأَيْتَ رَجُلاً غَزَا يَلْتَمِسُ الأَجْرَ وَالذِّكْرَ مَا لَهُ

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ شَىْءَ لَهُ

فَأَعَادَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

لاَ شَىْءَ لَهُ

ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلاَّ مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِىَ بِهِ وَجْهُهُ.

أخرجه النسائي 6/25 وفي \"الكبرى\" 4333 .

وعَنْ ثَوْبَانَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ: " لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي ، يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا ، فَيَجْعَلُهَا اللهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، هَبَاءً مَنْثُورًا.


قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، صِفْهُمْ لَنَا ، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ. قَالَ :

أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ ،

وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا
".

أخرجه ابن ماجة (4245) الألباني في \"السلسلة الصحيحة\" 2 / 18,

وانظر حديث رقم : 5028 في صحيح الجامع .


وأثر عن علي رضي الله عنه:كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل

ألم تسمعوا الله عز وجل يقول "إنما يتقبل الله من المتقين"


(المائدة /27).

خرج عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- في يوم عيد الفطر فقال في خطبته:

أيُّها الناس صُمتمْ للهِ ثلاثينَ يوماً ، وقُمتمْ ثلاثينَ ليلةً ،

وخرجتم اليوم تطلبون من الله أنْ يَتَقبَّلَ منكم ما كان ! .


وكان بعضُ السلفِ يَظْهَرُ عليه الحزنُ يومَ عيدِ الفطرِ ،

فيُقَالَ له : إنَّه يومُ فرحٍ وسرور ،

فيقول : صَدَقْتُمْ ؛ ولكني عبدٌ أمرني مولاي أنْ أعملَ لَهُ عملاً ،

فلا أَدْرِي أَيْقبَلُهُ مِنِّي أَمْ لا ؟.


غدا توفى النفوس ما كسبت = و يحصد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم =و إن أساءوا فبئس ما صنعوا

قال ابنُ رجب رحمه الله :

لقد كان السلفُ رحمهم الله يَدْعُون الله ستةَ أشهرٍ أنْ يُبلّغهم شهرَ رمضان ،

ثم يَدْعُون الله ستةَ أشهرٍ أنْ يَتقبَّله منهم .

 

 

   

رد مع اقتباس