عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2011, 04:38 AM   رقم المشاركة : 5

 

أخي الإنسان: أنتَ لا تعرفُ المسألةَ والدُّعاء والضَّراعةَ إلا عند الشَّدَائد , والعجيبُ هو حلمُ الله عليك حينَ يُجيبُ دعوتكَ وهُو يعلمُ أنَّك لا تدعوهُ إلا اضطراراً , قال الله تعالى وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ .

أخي الإنسان: أنتَ تُحبُّ المعصيةَ , وتُريد أن تُمضي ما بقي من أيَّام حياتكَ في الفُجُور والظُّلم , حتى وإن كان النَّاس لا يطَّلعُون منكَ على هذه الإرادة والعزم الباطن لكنَّ الله يعلمُ وكفى به عليماً , تعصي وتعصي ,وتأكل أموال النَّاس , وتستضعفُ المساكينَ , وتنتهكُ الأعراض و.... و....و.... الخ , وقليلاً ما تتُـوبُ , وكثيراً ما تتناسَى وتُسوِّفُ , ونادراً ما تذكُرُ الموتَ , قال الله تعالى بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ .

أخي الإنسان: لو اجتمعت عُقول كُلِّ بني الإنسان على مُحاولة استقصاء أحوال الإنسان لما استطاعوا أن يزيدُوها على حالين اثنينِ لا ثالث لهُما , وهُما : أن تُمَسَّ بخَير , أو تُمَسَّ بشَرِّ , والله تعالى بيَّن أنَّكَ في كِلا الحالين لا تأتي إلاَّ الشَّـرَّ , قال الله تعالى إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا , فأنتَ هَلُـوعٌ في أصلِ تكوينِكَ تُحبُّ الخيرَ ولا تَشكُرهُ , وتضجرُ من الشرِّ ولا تصبرُ عليه , وترغبُ الأوَّل وتستدفعُ الثاني ولست مُستعداً لأداء التكاليف في الحالتين , وهذه أبشعُ صور الأنانيَّـة.

 

 
























التوقيع

،



..



   

رد مع اقتباس