عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2011, 04:37 AM   رقم المشاركة : 4

 

أخي الإنسان: هل تذكُر كم مصيبةً مرَّت بكَ في حياتكَ ودينك ومالك وزوجتك وأولادكَ , وخَرجتَ من كل ذلك (كخُروج الشَّعرةِ من العجين) , نعم لقد استلَّكَ اللهُ من كل هذه المصائب , وقد أيقنت بالهَلاك , والفضيحة , والخَسارة , والرُّسُوب , والمرض , والوفاة , و.... و....و.... الخ , ولكنَّك بعد هذا الاستلالِ الربَّانيِّ والإنقاذ الذي لم تكن تتوقعُـهُ تنقلبُ – بكل لؤمٍ - على عقبيكَ , وكأنَّك لم تكن في محنةٍ وخَرجتَ منها , فلا تحمدُ ولا تشكُر ولا تتوبُ , وربما تنذر النذور وتحلف الأيمان و.... و....و.... الخ , فإذا نجَّاك الله تبخَلُ وتنسَى وأنتَ مُعرضٌ , وفي ذلك يقول الله تمثيلاً لا حَصراً وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا ويقول وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِه ولا يلزَمُ من تحقُّق هذه الصفة أن تبني لكَ أصناماً فتعبُدَها , بل يكفيكَ من الأنداد هواك الذي اتخذتهُ إلهاً.

أخي الإنسان: أنتَ طمَّـاعٌ جمَّـاعٌ منَّـاعٌ , لا تُشبعُك الأرضُ لو أُعطيتَ ضِعفيْها زوجاتٍ وبنينَ وذهباً وفضَّةً وخيلاً مُسوَّمةً وأنعاماً وحرثاً وحياةً وسُلطاناً , وفي نفس الوقت لا تتحمَّلُ شوكةً تُشاكها فتولولُ وتصرخُ وتشتكي , وفي ذلك يقول الله لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوط .


 

 
























التوقيع

،



..



   

رد مع اقتباس