عرض مشاركة واحدة
قديم 03-17-2011, 01:52 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

لنا أن نفرح بك يا رجاء


د. عبدالله محمد الغذامي


لنا أن نفرح لثقافتنا وما تحققه من اسمية رمزية لافتة، وكم هي مبهجة سيرة رجاء عالم ليس مع الجوائز وقد حصلت على العديد منها، وإنما لما هو أهم وأبقى من الجوائز وهو ما حفرته بيديها من منظومة الابداع وأخلاقيات العمل الإبداعي، وهي التي قدمت وتقدم نموذجاً متميزاً في حرفية ومهنية واظبت عليها على مدى ربع قرن تبدت وكأنما هي عاكفة في بيتها أو مترهبة في عشها الخاص، تلتهم المعرفة وتحترف الكتابة حتى صارت اللغة بالنسبة لها كوناً تتوحد معه وتظل تعيشه كطقس أبدي، وكل حالة استحضار لاسم رجاء عالم سوف تستحضر معها نموذجاً متخيلاً لمبدعة قطعت صلتها مع المعاش اليومي للناس بكل ضجيجه وبكل لمعانه وبقيت هناك في عالمها ترقب الكون من كوة خيمتها وتقرأ وجوه المارة والقارة، وكم تركت الناس تحكي وتقول وهي لا ترد ولا تعبأ، وكأنها لا تسمع ولا ترى، ولكنها ما تلبث أن تفاجئ الجميع بنص يأتي وكأنه الشمس الساطعة حتى لتعم كل شيء وتسخن كل بارد وربما تلسع كل راكد.

تعلمت رجاء عالم أن تكون هناك في برجها ويكون عهدها الوحيد مع النص في معاهدة لغوية وكتابية، وتتبع المقالة بالرواية والحكاية بالمسرحية، والجائزة بالجائزة، وكم كانت البوكر ستدخل في حرج نفسي وثقافي لو مرت دون أن تقف على باب الكوخ وتطرقه على رجاء وتتمدد فيه بين يدي سيدة الكلام ومبدعة الرواية.

لكم كنت ممتناً لرجاء عالم في كل مرة تجمعني الأحاديث مع زملاء المهنة من النقاد العرب وحينما تبدأ أطراف الأحاديث ويأتي اسم رجاء عالم بما إنه الاسم الساطع بالرمزية والابداعية ويشترك الجميع في التنويه بهذه المبدعة، وتمييزها عن آخرين.

هنا أقول إنني لست مهنئاً فحسب ولكنني أيضاً أقدم شكراً خاصاً لرجاء عالم لأنها ظلت تشرف اسمنا وتمنح ثقافتنا رمزية متعالية ودائمة التسامي.

وحقاً سنقول إن الجائزة ظرف يحفز القول ويدير الذكريات، ولكنها وبكل تأكيد لا تقرر مقام المبدعة ولا تصنع ذاكرتها، ولو افترضنا أن رجاء لم تفز بالبوكر هل كان مقامها سيهتز في ضمير الثقافة...؟

لا ريب أن موقع رجاء عالم في الثقافة كان قبل الجائزة وسيظل من بعدها، ولاشك أننا سننسى البوكر بعد عام أو عامين، ولكننا لن ننسى اسمية رجاء عالم ولا رمزيتها الثقافية، وهذا هو كرسيها المتعالي في عرش الثقافة.

 

 

   

رد مع اقتباس